تجسد خطة العين 2030 التي أفصح عنها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في أبريل من العام الحالي، صورة متلاحمة ومتجانسة لمستقبل مدينة العين ستنعم بطبيعة مستدامة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً، كما تطرح أنماطاً جديدة لتعزيز الفرص الاقتصادية الحالية دون التأثير على شخصية المدينة الخضراء، وذلك من خلال إضافة عوامل جديدة تعمل على الارتقاء بها نموذجا للمدن الحديثة. نالت تلك الخطة التي تمثل إطار العمل العمراني للمدينة العين، والتي عكف على تطويرها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، جائزة الجمعية الدولية لمخططي المدن والمناطق «آيزوكارب» للتميز، وذلك تقديراً لأهمية المخطط كأفضل مبادرة تخطيط إقليمية إستراتيجية. هذه الجائزة المرموقة يتم منحها تكريما للمبادرات الاستثنائية العمرانية والإقليمية التي تتناغم بنحو أفضل مع شعار منتدى آيزوكارب العالمي الـ 45 حول «المدن ذات معدلات الكربون المخفضة»، الذي أقيم مؤخراً في مدينة بورتو في البرتغال». الفوز بتلك الجائزة يعكس مدى التزام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بصياغة أفضل الأطر العمرانية المستدامة على الصعيد العالمي، وتنفيذها ضمن مناطق إمارة أبوظبي، وذلك وصولاً إلى تحقيق الأهداف الرئيسية المتضمنة في رؤية تهدف إلى إضفاء نمط حياة مختلف للأجيال القادمة للمدينة من خلال وضع الأطر التصميمية التي تسهم في تعزيز الجوانب الاجتماعية والثقافية والبيئة والاقتصادية المستدامة للمدينة، وهي تبلورت لتلبي متطلبات قاطني المدينة الأجيال المقبلة، كما أنها لم تغفل جانب التراث الذي يسطر تاريخ المدينة. هذه الجهود المثمرة التي بذلت على مر الأيام لتمنح العين حقَّها من التطور المحافظ على نقائها البيئي قد أعطت أُكُلَها خيراً، فاستحقت المدينة مكانتها المميزة المراعية للعصرنة والحداثة دون التخلي عن المعايير البيئية والصحية السليمة، وكل ذلك في إطار الحفاظ على مستلزمات الحياة النقية، الخالية من شوائب التي يفترض البعض أنَّها ملازمة للحداثة والعصرنة.. ما حققته مدينة العين يبرر الاعتزاز والتفاؤل بمستقبل المدينة التي طالما كانت قبلة العيون ومحط رحالها، كما أنَّه يصلح أيضاً كأساس لرؤية عمرانية مستحدثة ترسخ التكامل بين الازدهار العمراني من جهة وبين الحرص على المقاييس الجمالية والصحية ومراعاة شروط البيئة السليمة من جهة أخرى، إنَّه تحدي السير إلى المستقبل بخطى واثقة ورؤية عريضة ترى من المشهد تفاصيله كافة. هنيئا لمدينتي الخضراء التي تتوسد شموخ حفيت هذا الفوز الدولي وهنيئا لتلك السواعد التي سطرت تلك المبادرة