العناوين التي قرأناها خلال الأسبوع الماضي وتحديداً منذ انفجرت الحملة غير المسبوقة ضد دبي في الإعلام العالمي والعربي لم تخرج عن الآتي: دبي تغرق، أزمة ديون دبي تهز أسواق العالم ، تداعيات أزمة ديون دبي على الإمارات والعالم ، ماهو مصير أصول شركة دبي العالمية ؟ هل انفجرت فقاعة دبي أخيراً ؟ وأخيراً انهار حلم دبي ، و......... الخ ، مما لا يعد ولا يحصى من العناوين التي تحوي الكثير من الدلالات السلبية ليس على اقتصاد دبي والإمارات فقط وإنما على نفسيات المواطنين والمقيمين بشكل مباشر، فقد وجدت دبي نفسها وبشكل مباغت وسط حملة ممنهجة وقاسية جداً من التحليلات والتعليقات من كل الجهات الإعلامية الغربية والعربية – لم تستعد لها جيدا في الحقيقة - ، حيث لم يرقَ التعامل الإعلامي لمستوى تلك الحملة على الإطلاق . ما هي الأزمة ؟ إنها كما يعرفها أهل الإعلام نقطة تحول في موقف مفاجئ يؤدي إلى أوضاع غير مستقرة ما يهدّد المصالح والبنى الأساسية وتحدث عنها نتائج غير مرغوب بها، كل ذلك قد يجري في وقت قصير يلزم معه اتخاذ قرار محدّد للمواجهة تكون فيه الأطراف المعنية غير مستعدة أو قادرة على المواجهة. إن إحدى أهم وظائف الإعلام في وقت الأزمات تتحدد في الحيلولة دون حدوث أزمات أو في التغلب عليها في حال حدوثها أو في محاصرتها وعدم السماح لها بالتفاقم والانتشار والخروج من نطاق السيطرة ، وهذا ما يسمى بـ إدارة الأزمات إعلامياً ، إذ يمكن للتخطيط الإعلامي المعد والمدروس جيداً أن يعمل على تفتيت وتشتيت العناصر التي تسببت في الأزمة ، ما يؤدي إلى إضعاف الأزمة وتقزيمها فالإعلام له تأثير مباشر وفعال في نفس الوقت . كان يمكن للتخطيط الإعلامي المسبق أن يلعب دوراً كبيراً في مواجهة الأزمة بشكل يفوت الفرصة على أصحاب المصالح الضيقة ، وذلك بالتأثير المباشر على سلوكيات الناس واتجاهاتهم بحيث ينتج عن هذا التأثير سلوك مختلف عما حصل بالفعل ، سلوك مطلوب ومرغوب فيه ، بعيد عن سلوك البلبلة والخوف ، ونشر الشائعات عبر الرسائل الإلكترونية ، وتبني أفكار الإعلام الغربي الذي لم يكن في معظمه محايداً أو منصفاً ، والتساؤل المقلق واستقاء المعلومات من غير مصادرها الحقيقية ما نتج عنه الكثير من التخبط وعدم الاطمئنان في ظل ضخ إعلامي متواصل من التحليلات والمقابلات والمقالات والأخبار المثيرة من قبل فضائيات وصحف مختلفة، والتي كانت تفاقم من الشعور بأن كارثة بحجم حرب عالمية ثالثة سوف تحدث بعد خمس دقائق !! إن التخطيط الإعلامي غير الجيد في مواجهة الأزمات يعمل على زيادة استفحال الأزمات بدلا من القضاء عليها ، بينما التخطيط الإعلامي الجيد يعمل على تحقيق تفاعل بناء بين عناصر إدارة الأزمة وتوفير الدعم والمساندة اللازمة إعلامياً لفريق إدارة الأزمة ، في سبيل تحقيق الهدف المتمثل في: أولاً : وضع نهاية فورية للأزمة، ثانياً: جعل الخسائر في حدها الأدنى، ثالثاً : إعادة الثقـة