في عام 1990 وبعد عودة الإمارات من المشاركة في نهائيات كأس العالم بإيطاليا تشرفت بتكليف من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس اتحاد كرة القدم حينذاك والذي عرف عصره بالعصر الذهبي بإعداد كتاب توثيقي يضم في جنباته تاريخ كرة القدم الإماراتية منذ الانطلاقة الأولى التي بدأت من عام 1972 مع قيام دولة الاتحاد الرشيدة.. وبالفعل صدر الكتاب في عام 1992 تحت مسمى «كرة الإمارات من الجذور إلى العالمية» وكان بمثابة أول موسوعة تاريخية تضع كرة الإمارات بين ضفتي كتاب، والذي دفعني إلى استدعاء هذه الذكرى العزيزة على نفسي قصة جميلة ارتبطت باليوم الوطني لدولة الإمارات الحبيبة.. فقد اكتشفت خلال رحلة البحث أن للرياضة ولكرة القدم تحديداً علاقة وثيقة بقيام دولة الاتحاد وإشهارها. معلوم أن الدولة الاتحادية قامت في ديسمبر من عام 1971 وفي أعقاب ذلك وفي مدة لم تكن تتجاوز الثلاثة أشهر كانت دورة الخليج الثانية تبحث عن الانطلاق بالسعودية.. وكانت الفرصة مواتية لمشاركة الدولة الإماراتية الجديدة لأول مرة في هذه البطولة الخليجية ولأول مرة في مشاركة خارجية باسم الوطن، وعلى وجه السرعة ولأجل هذا الهدف الوطني المهم تم تشكيل أول مجلس إدارة لاتحاد لكرة القدم في ديسمبر 1971 أي في أعقاب إشهار الدولة مباشرة.. وكان المجلس الأول برئاسة الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان وزير الداخلية حينذاك.. وكانت مهمة هذا المجلس العاجلة هي الانضمام الفوري لعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم وقد كان في مطلع عام 72 ثم تشكيل أول منتخب لدولة الإمارات للمشاركة به في دورة الخليج الثانية بالسعودية وقد كان أيضاً.. ومن المفارقات أن منتخب الإمارات تشكل قبل الدوري من مجموعة من أبناء الإمارات التي كانت تمارس نشاطها في إماراتها بصورة مكثفة ومن بين هؤلاء أحمد عيسى أول قائد لمنتخب الإمارات وكان معه إبراهيم رضا وزيد ربيع ورجب عبدالرحمن ومبارك بالأسود ويوسف محمد وحمدون وسالم بوشنين وسهيل سالم وعبدالرحمن العصيمي وجمال موسى وكانت أول بعثة رياضية تشكلت برئاسة المحامي أحمد التاجر ومعه أحمد المدفع نائباً للرئيس والمصري شحته مدرباً وجمعة غريب مساعداً للمدرب.. وربما يفسر انطلاقة المنتخب قبل الدوري هذا الارتباط الوثيق من أبناء الإمارات لمنتخب بلادهم.. فقد كان أول دلالة على توحدهم واتحادهم. ليس ذلك فقط بل للقصة بقية هامة وهي أن علم دولة الإمارات رفرف لأول مرة خارج الحدود في هذه الدورة (دورة الخليج الثانية72) في دلالة عميقة على انطلاقة دولة جديدة اسمها دولة الإمارات العربية المتحدة. آخر الكلام وتمر الأيام.. وها نحن نصل للعام الثامن والثلاثين من عمر الوطن.. ويزداد الاتحاد صلابة وقوة.. وتشاء الأقدار أننا ومنذ التاسع من هذا الشهر سوف نستضيف بطولة العالم للأندية في العاصمة الجميلة أبوظبي.. وما بين ارتفاع العلم لأول مرة منذ 38 عاماً في بطولة خليجية.. وما بين ارتفاعه الآن في بطولة عالمية.. اسعد يا وطن وافتخر واستمر