هو يوم تاريخي بكل المقاييس· الجمعة الموافق 19/ 9 /08 في هذا اليوم تنطلق بإذن الله وتوفيقه أول نسخة من دوري المحترفين الإماراتي· كرة القدم الإماراتية اليوم محترفة· إنه الحلم الذي أصبح حقيقة·· الحلم الذي عاش بيننا ولا اريد أن أقول تأخر 20 عاما بكاملها! ورغم شعورنا اليوم بفرحة كبيرة إلا أنها ممزوجة ببعض الألم نظرا لماحدث للمنتخب الوطني من مأساة رغم المعايشة الكاملة لأجواء الاحتراف الحقيقية·· وقد يتهمني البعض بالمبالغة عندما أستخدم كلمة مأساة كتوصيف لما حدث للمنتخب الوطني من هزيمتين مريرتين في أول مبارتين بالتصفيات الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2008 بجنوب أفريقيا·· وماعلينا الآن، فما أريد قوله في يوم تدشين دوري المحترفين أهم·· وهو، أن الاحتراف، ورغم أنه نظام العصر الذي إعترف به العالم أجمع بأنه النظام الامثل في بلوغ التطور الرياضي والكروي··إلا أن الاحتراف ليس جنة الله في أرضه·· فهناك الكثير من الدول التي طبقت الاحتراف ثم هوت وتأخرت، وهناك من طبق الاحتراف ثم أفلس ماديا وفنيا·· وهذه دروس وعظات يجب ان نضعها أمام أعيننا ونحن نخطو الخطوات الأولى في هذا النظام الجديد كليا علينا وعلى عاداتنا وتقاليدنا ومفاهيم مجتمعنا· الاحتراف يعني في المقام الأول النظام·· ولكي تتبع هذا النظام وتنجح يجب أن تكون هناك لوائح وقوانين من شأنها أن تسير هذا النظام··ليس هذا فحسب بل الأهم أن تطبق هذه اللوائح على الجميع دون تمييز·· وعلى الجميع أن يلتزم بتطبيق هذه اللوائح التزاما كاملا· وقد يعتقد البعض أن معنى تطبيق اللوائح والنظم أن تذهب المفاهيم الخاصة بالجوانب الأخلاقية أدراج الرياح وأن تذهب كلمات أمثال النوايا الحسنة إلى الجحيم!! أقول للمتحمسين لهذا الرأي أن الاحتراف الإماراتي لن تقوم له قائمة إذا تخلى عن الجوانب الاخلاقية·· فمهما كان الجميع حريصا على اللوائح وتطبيقها مع وجود لنظرية المؤامرة التي نحبها أكثر من نفسنا!! مرة أخرى أقول وأشدد على أن الاثنين لابد وأن يسيرا مع بعضهما البعض، اللوائح والنظم من ناحية، ومفاهيم النوايا الحسنة والطيبة من ناحية ثانية بشرط أن يضع كل شخص في موقع المسؤولية مصلحة دولة الإمارات فوق ماعداها من مصالح شخصية أو تحقيق مآرب أو مصالح·· أو مجاملة هذا أوذاك مهما كانت مكانته· نجاح التجربة الاحترافية أمر ليس سهلا على الإطلاق فالأمر يتوقف علينا على مدى حبنا للبلد أكثر من حبنا لأنفسنا! آخر الكلام في هذا التوقيت بالذات أحيي الأخ يوسف السركال الرئيس السابق لاتحاد الكرة·· فذات مرة وأنا أحاوره قلت له ماهي الأمنية الأغلى التي تريد تحقيقها قبل أن تغادر موقعك كرئيس لاتحاد الكرة·· قال لي لك أنت وليس للنشر فانا لا يمكن أن أرحل إلا إذا طبقنا الاحتراف، هذا هو حلمي وسوف أحارب طواحين الهواء لو اقتضى الأمر من أجل أن يرى الاحتراف النور·· أبشر يأبو يعقوب فقد بذرت البذرة وهاهي قد أنبتت وأينعت، مبروك