الجو بديع، وفضاء الإمارات وصحراؤها يتلونان بألوان الفرح، واجتماع الناس الطيبين على رمل الألفة والدفء، والحكايات الجميلة، وقصص ما قبل وما بعد المشاعر التي كانت في هذه الأيام ترفل بلادنا بابتسامة الشباب، النابه والمتعجل لاختطاف ثمرات البهجة، واقتناص الفرحة من عنق الحياة، وعندما تمر في الشارع وتنظر إلى الأعلى، وترى شعلات النار الموقدة، تشعر بانتقال الرمل الأحمر من تحت الأقدام، وتشعر أن الناس هنا محبون عاشقون يلوذون بالبراءة، بعيداً عن دخان الزحام، ونأياً عن الضجيج والعجيج، وسعياً إلى المكان الوسيع، الهادئ المطمئن، الواثق تماماً من أمانه واستقراره.. تشعر أنك تمر حول كائنات بشرية حية تنمو فصولاً وحقولاً من الفرح، واستقطاباً للتصالح مع النفس التي أتعبها، الحضن والرضا والركض.. كائنات جميلة زاهية بمرحها وفرحها، مزدهرة بتغاريد الصغار الذين يلونون بالرمل، فيغبطونه بلمسات أناملهم الطرية الندية، البهية، المترعرعة في كنف وطن أحبهم كثيراً فأحبوه والتصقوا به وجداً، فسكن الوجدان بلا استئذان. التلال الرملية، الذهبية، اكتست بالبارد المستجم بالدفء، وتحلت بحنينها القديم، إلى الأقدام العارية، المتوهجة حماساً ونشاطاً، وبعض الشطط المقبول إلى حد ما في مثل هذه المناسبات.. وإذ يذهب عيد، ويأتي عيد، هو بيت القصيد ومكمن كل محب عنيد، تواق لليوم المجيد، يوم التف الرمل بالرمل، واحتفى الماء بالماء، وتحولت الإمارات إلى وطن واحد، وقلب واحد، بإرادة التاريخ والجغرافيا، وعزيمة الرجال الأوفياء، وصلابة الأفذاذ النجباء، وجلد المخلصين النبلاء. حلم جميل، أصيل، نبيل، يتوهج على الرمل، ويعمر القلوب ويطوق الأعناق بقلائد وقصائد من أمل لا ينطفئ ولا ينكفئ، ولا يختبئ إلا في أقاصي الوجدان، ليحرك الكامن من المشاعر والأحاسيس، ويبارك خطوات الذين زينوا وتزينوا وزهوا، وازدهوا، وازدهروا وأزهروا وثمّروا، وعمّروا، وغمروا الوطن، بكل ما يملكون من مشاعر ملبين نداءه، مستجيبين لبوحه. أتمنى من كل قلبي أن يحفظ الله شبابنا، وأن يحميهم من كل مكروه.. وأن يتحروا الدقة سيراً في الطرقات، وأن يحفظوا أنفسهم من الخطر وألا يحزنوا من فرح بهم، وأن يمضوا على الأرض، هوناً، دون حماقة أو صفاقة، وبكل لياقة ولباقة، يحتفلون بعيدهم، وعيد بلادهم وليؤكدوا أنهم بحق جديرون بهذا الوطن، وقديرون على مبادلة الحب بالحب. يحفظهم الله جميعاً، ويمنع عنهم الزلل، والخلل ويجعلهم ذخراً للوطن