عندما تمتزج الأفراح يكون لها مذاق آخر، أفراحنا هذا العام ممزوجة ومزدوجة، فالأعياد تتواصل من آخر نوفمبر، عيد الأضحى المبارك، إلى اليوم الوطني، وإن شاء الله حتى السنوات المقبلة. لا أحد يستطيع أن يمشي على طول شوارعنا في مختلف إمارات الدولة دون أن يلتفت إلى الزينة التي تملأ هذه الشوارع، زينة هنا، وأخرى هناك، وفرحة تملأ القلوب في الذكرى الـ38 لهذا الوطن الغالي. العمر كله لهذا الوطن ويوم لذكراه، معظم دول العالم تحتفل بالاستقلال، ونحن نحتفل بالانجاز والوحدة التي وضعتنا في مصاف الدول المتقدمة والأكثر تقدماً. سبع إمارات تجاوزت عجائب الدنيا السبع، سبع إمارات أصبحت مثلاً يضرب بها في جميع أنحاء العالم، نعم هذه دولة الإمارات اسم له صدى ويعني الكثير الكثير لأبنائه، ولكل من يعيش على أرضه، حتى لمن سمع بهذا الوطن الغالي. الجميل أنه في هذا العيد جاء الزوار من الأهل والأقارب والجيران والأصحاب وهم يحملون أعلاماً وشعارات زينة ملابس الصغار والكبار، فلم تخل عباءة تقريباً ولا «دشداشة» من علم الإمارات، أو من صورة تحمل رمزاً لهذا الوطن. الصغار كانت الفئة الأكثر كلاماً عن اليوم الوطني، فهم احتفلوا لتوهم في مدارسهم بهذا اليوم، لذا طغى على حديثهم الاحتفالات التي قاموا بها، أما الشباب فكان العمل والنشاط الأكثر وضوحاً في هذا العيد من نصيبهم، فاجتمعوا لتزيين سياراتهم، ووضع خططهم لمسيرة حب في يوم الوطن، وانطوى باقي السمر في ليالي العيد إلى حديث الكبار الذي حملنا إلى الماضي الجميل وذكرياته. تجاور العيدان فصار لكل منهما معنى إضافي، الأضحى حمل الكثير من عبق الوطن، والاتحاد بدا ملوناً بألوان الأضحى الزاهية، كان يجدر بالعيدين أن يتقاطعا زمنياً على هذا النحو حتى ندرك أنَّ الأوطان يعوزها التضحية كي تبقى محصنة بالأماني والمشاعر الصارخة، وأنَّ العيد يقترب من جوهره وحقيقته عندما يكون الوطن موشى بملامح العزة والرفعة. انحصر الحديث في عيد الاضحى عن الوطني، فكان العيد يتحدث عن العيد الآخر، فرحة تتكلم عن الأخرى، أجواء الفرح جميلة جداً وتكون أجمل لو كانت الأفراح مجتمعة ومتواصلة فهي تجعلك في حالة من السعادة والنشوة، والجمالية تكمن في الأحداث العزيزة على قلوبنا فعيد الأضحى والوطن غاليان علينا، كل عام وانت بخير يابلادي. Ameena.awadh@admedia.com