الفوز والخسارة في الرياضة وجهان لعملة واحدة.. فأن تفوز اليوم وتخسر غداً والعكس صحيح فهذا أمر طبيعي.. أما الاستثناء فيبدو في أمرين لا ثالث لهما وهو أن تفوز على طول الخط فتصبح بطلاً أو أن تخسر على طول الخط فتعاقب بالهبوط للدرجة الأدنى. نادي الشباب الذي كان بطلاً في الموسم قبل السابق أصبح من نوعية الفرق التي تخسر على طول الخط إلا فيما ندر والاستمرار على هذا النهج سيعرضه للعقاب.. والعقاب هنا عملية شديدة الألم والقسوة. وكنت قد استمعت للاعب الدولي السابق عبدالقادر حسن المدير التنفيذي لنادي الشباب وهو يطمئن فريق الشوط الثالث في دبي الرياضية قائلاً إن الشباب تعرض في مسيرته لمحن كثيرة ربما كانت أشد قسوة مما يحدث الآن لكنه تمكن من تفاديها وبقي بين الأندية الكبيرة.. ومن جانبنا نقول لعبدالقادر ولكل من ينتمي للأسرة الخضراء إن اليوم ليس كالأمس.. وظروف النقلة الاحترافية التي نعيشها حالياً تختلف عن ظروف الهواية.. فالفرق التي كنا نسميها بالفرق الصغيرة كبرت واشتد عودها.. وتعاظمت عملية المنافسة وأصبحت أكثر شراسة عن ذي قبل، ومعنى الكلام أننا يجب أن لا نركن إلى تجارب الماضي في تحليلنا للموقف اليوم..فهذا المفهوم هو الخطر بعينه!. ليس عيباً أن يخسر الشباب أمام بني ياس.. لكن العيب كان في مشهد الانهيار الذي انتابه في الشوط الثاني تحديداً لدرجة أن الفريق الذي كان نداً لمنافسه في الشوط الأول يستقبل مرماه أربعة أهداف دفعة واحدة في أقل من ربع الساعة! الفرق الكبيرة لا تنهار ولا تفقد مقوماتها بهذه السهولة.. فعندما يحدث ذلك فالخلل إذن يكون أكبر من ظروف مباراة.. وهنا بيت القصيد! ففي تقديرنا أن هذا الخلل أكبر من مجرد مدرب.. بدليل أن تغيير المدرب لم يتسبب في إصلاح الحال أكثر مما زاده سوءا! الكرة إذن في ملعب اللاعبين في المقام الأول فلابد وأن يدافعوا عن أنفسهم وعن اسم ناديهم بالمزيد من العرق والتضحيات.. كما أن الدور الإداري لابد وأن ينشط في المرحلة المقبلة من أجل احتواء الأزمة وهي في بداياتها الأولى قبل أن تتفاقم.. والدور الإداري لابد وأن يكون قادراً على تغطية كل الأبعاد النفسية والفنية في وقت واحد.. فالدور النفسي عندما يكون صحيحاً لا تحدث الانهيارات التي شاهدناها في مباراة بني ياس.. كما أن الإدارة لابد وأن تقترب كثيراً من الجهاز الفني من أجل استغلال انتقالات الشتاء لدعم مراكز الضعف في الفريق. إنني أعلم أن الشباب يحسبها بالورقة والقلم من أجل تفادي هدر الأموال في ظرف اقتصادي دقيق وهذا توجه صحيح من مجلس الإدارة بقيادة سامي القمزي.. ومن أجل ذلك نحن نرى ضرورة استمرار المدرب عبدالوهاب عبدالقادر وتجديد الثقة فيه وغلق هذا الباب تماماً من أجل التفرغ للأبواب الأخرى.. فهذا أول تقدير صحيح للموقف من وجهة نظرنا. آخر الكلام العجيب والغريب يتمثل في الحالة التي وصل لها فريق الزمالك المصري.. ولأن الحال من بعضه هنا وهناك.. فالوجهة دائما هي المدرب ولاغيره.. وشخصياً لست أدري سبباً واحداً لتعاقد الزمالك من الأصل مع المدرب الفرنسي هنري ميشيل.. فهو نفسه المدرب الذي هرب من الفريق أثناء معسكره الخارجي وتخلى عنه في وقت عصيب.. ورغم ذلك ذهب إليه النادي مرة أخرى وكأنه لا يتعلم من أخطائه! إذا أردت أن ترصد النماذج الناجحة في أي مكان فتش عن الإدارة.