تحتفل دولة الإمارات هذه الأيام بعيدها الوطني الثامن والثلاثين، مسجلة عبر مسيرتها بقيادة الباني والمؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، إنجازات عديدة على غير صعيد جعلتها من أكثر الدول ازدهاراً وأمناً واستقراراً. وتمضي سفينة اتحاد الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» قدماً نحو التقدم والازدهار والتنمية المستدامة التي شملت التعليم والصحة والبيئة، والخدمات لأجل الإنسان الإماراتي الذي يشارك بإخلاص ووعي ومسؤولية في صنع منظومتها التنموية، وينعم بمعطياتها في جو من التفاعل والاستقرار. وتتمتع دولة الاتحاد في ظل القيادة الرشيدة بعلاقات صداقة وتعاون مع العديد من دول العالم، مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام علاقات حسن الجوار، واعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات والمنازعات بين مختلف الأطراف. وتأخذ الدولة في سياستها الداخلية بمبدأ الشورى، والباب المفتوح إذ يلتقي رئيس الدولة مع أبناء شعبه خلال جولاته الميدانية السنوية لتفقد أحوالهم، والعمل على حل مشكلاتهم وتلبية مطالبهم. كما اتسمت السياسة الخارجية في الدولة بالهدوء والصراحة والوضوح في التعامل مع الآخرين ما مكنها من طرح مواقفها، والتعبير عنها بثقة تامة بالنفس مع الحرص على بذل الممكن لدعم أي تحركات خيرة تجاه تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة والحد من التوتر خليجياً وعربياً ودولياً. وحظيت التنمية الاقتصادية في الدولة باهتمام دولي بارز، لارتفاع قوة اقتصادها الناتج عن المستوى المرتفع نسبياً للناتج المحلي ما مكنها من تجاوز تداعيات الأزمة العالمية الاقتصادية، فضلاً عن إعطاء الأولوية لاقتصاد المعرفة إذ شرعت بتأسيس البنية الأساسية للصناعات القائمة على تقنية المعلومات والاتصالات إضافة إلى التحولات الجذرية في القطاع السياحي الذي تسعى الدولة لأن تحقق فيه نمواً مرتفعاً. هكذا تقام الدول، تستمد أصالتها من ماضيها المجيد، تأخذ مكانها على خارطة الحاضر الناجز، وتحجز مكانتها في ركب المستقبل المشرق، تصوغ رؤاها على وقع تكامل مثير للإعجاب بين حكمة القيادة ووفاء الشعب، يؤمن كل منهما بما للوطن عنده من حق مستحق يجدر به تأديته، صوناً للمنجزات التي بناها الأسلاف وضناً بالمترتبات التي هي من حق الأجيال المقبلة، أجيال لا شك ستكون شاكرة للبناة جهودهم عندما تجد نفسها متبوأة للمراكز المتقدمة في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء. جميل رفيع jameelrafee@admedia.ae