بعض المدارس تكرمت وتبرعت ومنحت طلابها إجازة بطريقة غير مباشرة، وبإيحاءات وإيماءات عن الاستعدادات للاحتفال باليوم الوطني للدولة، وكذلك فعلت بعض الإدارات المدرسية وبعض المدرسين حتى لا يكونوا مسؤولين أمام السؤال الكبير: لماذا منحتم الطلاب إجازة قبل الموعد المحدد؟ شاهدت بعض الطلاب الذين حضروا وهم يعدون على الأصابع، يلوحون بأيديهم لمن يقترب من الطلاب من باب المدرسة المعنية، قائلين لهم: اليوم إجازة لا أحد من الطلبة موجوداً هنا. مثل هذه الأحداث تتكرر في كل مناسبة ويختزن الطلبة ومعهم المدرسون والإدارات المدرسية أياماً معدودات قبل الإجازة الرسمية، ويذهبون إلى بيوتهم بقرارات يصدرونها بأنفسهم دون وازع أو رادع. السؤال: ما ذنب الطالب الذي أعد نفسه واستعد ليوم دراسي ويفاجأ بأن هذا اليوم يوم إجازة؟.. ما ذنب البلد التي تصرف الملايين، بل المليارات من أجل التعليم، والآخرون يتعاملون مع العملية التعليمية بأسلوب التقسيط أو التنقيط والتخبيط. الحصة الدراسية الواحدة تكلف جهداً ومالاً.. كل ذلك يذهب على حساب البلد وميزانية التربية والتعليم. واليوم الواحد الذي يعود فيه الطالب من المدرسة خائبا دون أن ينال حقه من التحصيل الدراسي هو خسارة معنوية فادحة. اليوم الدراسي الذي يوضع في المساحة الرمادية بين الدوام الرسمي المفروض أن يكون، وبين العطلة المجانية التي يفرضها بعض المدرسين والإدارات المدرسية، هو يوم ضائع من عمر الطالب ومن العام الدراسي. الآخرون لا يقدرون ما تبذله الدولة من أجل التعليم ومن أجل تنشئة جيل ملتزم بقوانين التعليم وأسس التربية. الآخرون يمارسون بطشاً وتعسفاً عندما يضعون أنفسهم أصحاب قرار وينفذون ما في رؤوسهم بكل تجاهل ولا مبالاة لمستقبل جيل ومصير بلد.. كان مشهداً مزرياً فاضحاً ذلك المشهد الذي أظهره بعض الطلبة الذين وقفوا مكسورين لا يعرفون أين يذهبون، وقد خلت أفنية مدارسهم من الطلبة وصاروا يلوون بلا هدى بانتظار من يمنحهم القرار النهائي، هل توجد دراسة أم لا؟ قضية مهمة يجب أن تُبحث وأن تُدرس، وعلى المسؤولين في وزارة التربية أن يضعوا أعينهم على مثل هذه الثغرات والعثرات التي توضع أمام من يريد أن يواظب ويكمل يومه الدراسي حتى تبدأ الإجازة الرسمية. على المسؤولين في الوزارة أن يقفوا على مثل هذه الزلات التي لا تغتفر، ولا يمكن أن تكون مسألة عابرة يمكن السكوت عليها لأن أي يوم يمر هدراً فهو محسوب من عمر الطالب ومن مستقبل البلد.