مثلما كان الأهلي أول وآخر فريق يكسب بطولة الكأس، كان أيضاً أول من عانق لقب بطولة السوبر في افتتاح أول موسم لكرة المحترفين بالإمارات· ومثلما كان البرازيلي سيزار عريس الكأس عندما سجل هدفين بمرمى الوصل في المباراة النهائية كان أيضاً ''عريس السوبر'' بالهدف الذي سجله من ركلة جزاء في مرمى الشباب· ولأننا ما زلنا في بداية الموسم فإن مباراة السوبر لم ترتق لمستوى الطموح فنياً، لاسيما أن العناصر الجديدة لا تزال في حاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيق التفاهم والانسجام المنشودين· والفوز بلقب ''السوبر'' من شأنه أن يعزز طموحات الفرقة الأهلاوية في أول موسم للمحترفين، كما أن الخسارة لا تقلل من شأن فريق الشباب الذي خسر مباراة لكنه حقق عدة مكاسب، من بينها الحالة الجيدة التي ظهر عليها الفريق، فضلاً عن صفقة أسونساو البرازيلي الذي أثبت أن الشباب وجد ضالته بضمه لاعباً له مواصفات قيادية كان يفتقدها الجوارح في الموسم الماضي· بعد جلسة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة تم احتواء أزمة النقل التليفزيوني التي أطلّت برأسها في مباراة السوبر وأدت إلى نقل المباراة عن طريق دبي الرياضية وشركة ''لايف'' فبلغ مجموع الكاميرات 36 كاميرا وهو ما يزيد عن عدد الكاميرات التي نقلت نهائي كأس العالم بين إيطاليا وفرنسا في مدينة برلين العام الماضي· وشخصياً أرى أن الأجواء الاحترافية الجديدة تستوجب أقصى درجات حسن النوايا والالتزام من الجميع بتنفيذ التعاقدات والاتفاقات مع الشركات المختلفة وبدون ذلك فإن من الأفضل أن نعلن على الملأ أننا لسنا مؤهلين للاحتراف، وأن الهواية هي الشكل الأمثل الذي يتوافق مع ظروفنا! ولابد من الإشادة هنا بكل الأطراف التي سعت، وبكل جدية لاحتواء الأزمة التي كان يمكن أن تتواصل طوال الموسم، خاصة أن دوري المحترفين سينطلق بعد أيام قليلة· لقد كان المشهد غريباً وعجيباً في استاد آل مكتوم في وجود رئيس الشركة السويسرية المسؤولة عن التنظيم وكذلك بحضور رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الأوروبي اللذين أبديا دهشتهما لوجود كل هذا الكم من الكاميرات في مباراة احتفالية يدشن بها موسم المحترفين نشاطه ومسابقاته، وتضاعفت دهشة كل منهما عندما علما بأسباب الخلاف التي أدت إلى ازدحام الملعب بكل هذا العدد من الكاميرات· عموماً ليس أمامنا إلا أن نعتبرها مجرد ''زوبعة في فنجان'' على أمل ألا تطل أزمات أخرى برأسها في المستقبل الكبير، ولن يتحقق ذلك إلا اذا اقتنعنا جميعاً بأن نجاح أول موسم للمحترفين مسؤولية الجميع·