وسط كلمات الحسرة التي لا تنتهي هذه الأيام على المنتخب وأحواله، فإن هناك حقيقية لابد أن تكون معروفة، وهي أن ضعف فرصتنا في المنافسة والتأهل في المجموعة لا يعني أن المنتخب عليه رفع الراية البيضاء في بقية المباريات والتحول إلى محطة مربحة في طريق كل منافس يسعى إلى زيادة رصيده من النقاط· الاستمرار في الحديث عن حالة الإحباط التي أصابت الجميع، والتشكيك الذي لا يتوقف في ميتسو هذه الأيام، وهو تشكيك يكاد يحول المدرب الذي قاد المنتخب لتحقيق أول بطولة في تاريخه إلى مدرب لا يفقه في أبجديات الكرة (!) هو بالتأكيد ليس بغريب علينا؛ لأننا اعتدنا أن نرفع المدربين إلى السماء عند الانتصار وننزل بهم إلى سابع أرض عند الخسارة، ومن الممكن أن تكون كلمات ميتسو وتصريحاته قد أججت من حالة الغضب عليه، وهنا لا أحاول الدفاع عن المدرب؛ لأنه في كل الأحوال مسؤول مسؤولية كاملة عن التراجع ولم تعجبني حال الكثير منا بعض تبريراته· لكن أخشى أن الاستمرار في هذا المنوال قد يتسبب في زيادة ضعف المنتخب في المرحلة القادمة ويساهم في تغذية اللاعبين بأن المهمة قد انتهت وبأن بقية المباريات قد تحولت بالفعل إلى تحصيل حاصل، ونحن ''مش ناقصين'' عثرات جديدة· الاستمرار في هذا التعاطي السلبي لن يقودنا إلى أي نتيجة في النهاية، وأعتقد أن أكبر خطر يتهدد المنتخب حالياً هو أن تتحول ضعف الفرصة في المنافسة إلى شماعة يمكن الاستناد إليها في استمرار النتائج السلبية في بقية المباريات القادمة في التصفيات من منطلق أن المنتخب فقد الفرصة، وبالتالي لاعبونا ليس لديهم دافع· لا نريد أن يكمل اللاعبون التصفيات وهم مهزومون نفسياً؛ لأن لحظتها لن يكون هناك أي أمل بحق في تقديم أي شيء، بل على العكس لابد وعلى الدوام تذكير لاعبينا بأنهم لا يمثلون أنفسهم ولكنهم سفراء لكل الوطن ويجب عليهم التغلب على نكسة البداية ووضعها خلف ظهورهم· لا بد لن يكون هناك أمل نتعلق به مهما كان هذا الأمل أشبه بالسراب تراه ولا تستطيع لمسه بيدك؛ لأنه هو الحل الوحيد المتاح أمامنا، ولا ننسى أن هناك ثلاث بطاقات في المجموعة· إذا كانت البطاقتان الأوليان تبدوان بعيدتين للغاية، فإن البطاقة الثالثة تظل أقرب منهما، وبوضعنا الحالي علينا التفكير في الوصول إليها· ومن يملك حل آخر فليخبرنا به·