في ختام المقالة السابقة، طرحت تساؤلاً يقول: ''هل قرر المدرب ميتسو أن يبيعنا؟!''، كثيرون اتصلوا وتحاورنا، وكان مجمل الحوار يدور حول مدى رغبة المدرب في الاستمرار من عدمه، كان معظم المتصلين يريدون إجابة شافية عن هذا التساؤل، هل سيرحل ميتسو أم سيبقى ؟! بعض الناس توقف عند كلمة ''تاجر شاطر'' يعرف متى يشتري ومتى يبيع، ويحدد هو ثمن البيع وثمن الشراء! أولاً وقبل كل شيء، أتمنى أن أكون مخطئاً في وجهة نظري، فأنا أرى باختصار أن هذا المدرب لا يستطيع أن يعيش إلا في بيئة حافلة، بيئة منتصرة، بيئة تريده وترفعه على الأعناق!! ميتسو لا يتحمل الهزيمة والانكسار، ميتسو لا يتحمل أن يعمل لمدة سنة في نهائيات كأس العالم مثلاً وهو فاقد للأمل، أو أن يلعب بنظرية تحصيل الحاصل!! إنه ليس من هذه النوعية· هل سألت نفسك لماذا جهر المدرب بالكلام ''المسكوت عنه'' في هذا التوقيت بالذات، لماذا بعد مباراة السعودية وليس مباراة كوريا مثلاً! في تقديري أن المدرب قرر الرحيل في اللحظة نفسها التي أدلى فيها بتصريحاته القوية التي أعلن فيها عن يأسه من الاستمرار في المنافسة على كأس العالم، وعن يأسه من إمكانية تغيير عقلية اللاعبين التي تنهار بمجرد ولوج هدف في مرماهم! وعن عجزه في إمكانية تصحيح الأخطاء الدفاعية؛ لأنها أخطاء مزمنة وموروثة من الدوري الإماراتي، كما أنه أشار إلى ضيق مساحة الاختيار قياساً بالمساحة الرحبة في الدوري السعودي مثلاً! مدرب يتحدث بهذه الصراحة وفي هذا التوقيت، في تقديري مدرب قرر الرحيل! وتسألني هل هذا مؤكد الحدوث، أقول لك الله أعلم، فالإجابة موجودة في داخل ميتسو، وهو الوحيد الذي يعرفها يقيناً، أما الذي أقوله، فهو مجرد قراءة لواقع من خلال معرفة بعقلية هذا المدرب الخطير· مرة أخرى، أتمنى أن أكون مخطئاً في وجهة نظري، وربما يكون في داخل المدرب شيء آخر الآن؛ لأنه كما ذكرت مدرب شاطر وتاجر شاطر يعرف ماذا يفعل ومتى يفعل!! عموماً الأيام بيننا وأتمنى من الأخ محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة أن يجلس وجهاً لوجه أمام المدرب ليعرف، حتى يحدد المواقف من بدري سواء بالسلب أو بالإيجاب، وبالمناسبة، فقد كنت سعيداً للغاية بطريقة معالجة الرميثي للأزمة، فقد تحدث بمنطق وبشجاعة أمام الرأي العام، وتحدث على المكشوف مع اللاعبين الذين وصلتهم رسالته في الوقت نفسه الذي وصلت فيه لمن يعنيه الأمر من بعض أنديتنا الموقرة! آخر الكلام من كل قلبي أتمنى أن يستمر ميتسو، فقد كان واقعياً جداً في رصد عيوبنا المزمنة رغم اختلافي معه في كشفها على الملأ!