بعد سنوات من الحلم والانتظار تنطلق الليلة تباشير أول موسم للمحترفين في الإمارات ببطولة كأس السوبر والتي يتقاسم شرف المنافسة عليها بطل الدوري الشباب وجاره العزيز الأهلي بطل الكأس · كل الآمال معقودة على ان يساهم التحول من نظام الهواية إلى نظام الاحتراف في تطوير كرة الإمارات بحق ويرفع من مستوى المسابقات بصورة تساعد على جذب الجماهير إلى المدرجات والاهم ان يساعد على تقوية شوكة المنتخب وأنديتنا خلال مشاركاتها الخارجية، ولعل النقطة الأخيرة هي أهم الغايات لأنه لن تكون هناك فائدة من نظام الاحتراف إذا لم يساهم في النهاية في تقديم منتخبات وأندية قوية ترفع الرأس في المشاركات الخارجية · من الغريب أن أول موسم للمحترفين والذي انتظرنا قدومه طويلا ينطلق وسط مجموعة من المفارقات التي قد تتسبب في إضعاف البداية وعلى رأسها حالة الإحباط التي ولدتها نتائج المنتخب في تصفيات كأس العالم والتي تقدم لنا صورة مُرّة لواقعنا الكروي تعكس حقيقة انه مازال أمام كرة الإمارات مشوار طويل يتوجب عليها قطعه في طريق امتلاك منتخب قادر بحق على المنافسة في تصفيات في وزن تصفيات كاس العالم والتأهل إلى المونديال· المفارقة الثانية تتمثل في ''ضبابية'' برنامج الموسم وعدم اتضاح كامل معالمه لغاية الان وهي نقطه لم تكن في الحسبان ولم تدر في بال أحد، خاصة أن وجود نظام مسابقات للمحترفين كان يبشر بوجود برنامج منتظم ومحدد المعالم تزول منه حالة ''اللخبطة'' التي كانت تسيطر على برامج المسابقات المحلية والتي ضاق بها الجميع ذرعا في السنوات الماضية· بالرغم من ان الوضع الحالي غير مقبول إلا أننا سنلتمس العذر لرابطة المحترفين من منطلق واحد وهو ان وضع نظام كامل للتحول من الهواية إلى الاحتراف هو بالتأكيد حمل يثقل كاهل أي أحد ولابد ان تحصل خلاله بعض الأخطاء والمفارقات غير المتوقعة· في كل الأحوال نتمنى أن لا تخرج مباراة الليلة عن الإطار الذي نعرفه عن مواجهات الشباب مع الأهلي والتي عودتنا باستمرار على تقديم مباريات حافلة بالندية والمنافسة وبجرعة عالية من المتعة والإثارة· كلنا ثقة بقدرة الشباب مع الأهلي على تقديم مباراة سوبر تليق باسم المسابقة وبتدشين الموسم لأول لمسابقات المحترفين في الدولة، وتساعدنا ولو قليلا على نسيان حالة خيبة الأمل التي سببها المنتخب·