في آن واحد تعالت الدعوات والاصوات من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ومرور ابوظبي، بالحديث عن تحركات وخطط وإجراءات لمعالجة الاكتظاظ المروري على الطرق والشوارع الرئيسية في العاصمة، قبل أن يخرج هذا الازدحام والتكدس عن نطاق السيطرة· لما لذلك من تاثيرات اقتصادية سلبية، ومظاهر غير حضارية وعوارض صحية ايضا· وبعد أن كنا نسمع عن شيء اسمه غضب الطريق أصبحنا نسمع ونشاهد تصرفات ينفجر اصحابها غضبا من جراء وقوفهم وانتظارهم الطويل في مسرب شارع رئيسي الاشارة المروروية فيه مبرمجة على حالها منذ ايام السكون والهدوء الذي ولى على إيقاع المشروعات الكبيرة التي ظهرت في مدينة باتت تسابق الريح· كما زادت حالات الاصابة بامراض الضغط والسكر في اوساط الذين يقضون اوقاتا أطول على الطرق· وذات يوم استغرقت رحلة مغادرتي مقر الصحيفة من طريق المطار الجديد او المرور كما يحلو للبعض الى مركز ''ابوظبي مول'' والعودة من دون توقف ساعة وعشرين دقيقة، وهي فترة زمنية لا يستوعبها او يتحملها امثالي ممن تفتحت اعينهم على أبوظبي وهي تتبرعم امام ناظريهم على امتداد ما يقارب الاربعة عقود الماضية· الخطط الطموحة للسلطات المختصة للقضاء على الازدحام والاكتظاظ المروري في أبوظبي، تحمل الكثير من توسعة للطرق وإنشاء أنفاق وجسور علوية وإعادة برمجة للاشارات الضوئية· إلا أن نتائج هذه الخطط لن تظهر إلا بعد عامين على اقل تقدير في حال أن المشروعات نفذت وفق الجدول الزمني لها من دون إبطاء او عثرة مقاول· الامر الذي يتطلب منا جميعا تحمل صعوبات السير التي تترتب على ذلك، على طريقة عامين مروريين عجاف تعقبهما عقود من المرور المريح· ومن اجل تسهيل انقضاء هذين العامين، نحن مطالبون باتخاذ اجراءات طارئة ريثما نجني ثمار المشروعات التطويرية، ولعل في مقدمة هذه الإجراءات وقف تسجيل السيارات والسخاء في صرف رخص القيادة· فقد اصدرت سلطة المرور في أبوظبي خلال الاشهر الستة الماضية من العام الجاري28068 رخصة قيادة جديدة، وسجلت91509 مركبات جديدة· ومن دون التوقف لمدة عامين وبهذا المعدل من التسجيل لن تجدي كل الخطط نفعا في معالجة الوضع المروري او تصحيحه قبل الانتهاء من المشروعات التطويرية· وعلينا الاستفادة من تجربة فارق الساعة التي ظهرت خلال شهر رمضان بين بدء اليوم الدراسي في المدارس ودوام الدوائر الرسمية· وعلينا تشجيع الدوائر والمؤسسات على توفير النقل الجماعي لموظفيها إسهاما منها في حل الازمة خلال العامين المقبلين، مع زيادة خطوط وعدد رحلات حافلات النقل العام· واعادة برمجة الاشارات المروروية ، فالعالم اصبح اليوم يتحدث عن اشارات ذكية تقرأ ذاتيا حجم الحركة في كل مسرب او اتجاه، وتفتح وتغلق بحسب تلك الكثافة، وشركات النقليات مدعوة كذلك للإسهام في إنجاح خطط الجهات المختصة من خلال إلزام سائقيها بضرورة الالتزام بالاوقات التي حددتها لدخول الشاحنات والآليات الثقيلة للمدينة، ودوريات المرور عليها متابعة هذا الالتزام· ومنذ ايام شاهدت اسطولا من 15 مركبة ثقيلة لصب الخرسانة في شارع رئيسي حيث يقام برج سكني، وتصوروا ما يترتب على الامر من اختناق مروري مفتعل ، كان بالامكان التخفيف منه بشيء من التنسيق والتعاون بين كافة الاطراف· وحتى قطف نتائج الخطط الجديدة عليكم بالابتعاد عن الأملاح ·· والطرق!!·