موقف المنتخب الوطني كله على بعضه يصيبك بالحيرة والاكتئاب، وفي كثير من الاحيان تنتابك- ولامؤاخذة - نوبة عزوف عن أبسط الكلام الذي من الممكن أن يقال في ''هيك'' ظروف عن منتخبنا الوطني!! لست أدري كيف أبدأ وعم أتحدث، ففي خاطري مثلا شيء إيجابي لايمكن أن أتغاضى عنه لمجرد أن الهزيمة قد وقعت وأصبحت واقعاً ،فلا أحد ينكر الآن أن المنتخب السعودي الشقيق قد أنهى المباراة بالفوز، والفوز المستحق، وأن الموقف الإجمالي الآن موقف مأساوي، فنحن - ولله الحمد- بلا رصيد، يعني صفر اليدين بعد مباراتين على أرضنا وبين جماهيرنا وهاتان المباراتان - للأسف - في بداية المشوار الطويل· وهكذا وبين ليلة وضحاها أصبحت الميزة الكبيرة التي أوجدتها القرعة، عبئاً رهيباً لا يقدر على حمله أقوى المنتخبات وليس منتخبنا المغلوب على أمره فحسب، الذي يتلمس خطاه من مباراة إلى مباراة! أعود للشيء الإيجابي الذي يفرض علي أن أتحدث عنه قبل أي شيء آخر وهو أن المنتخب وحتى الدقيقة 70 أو أكثر قدم مباراة كنا نحسده عليها من فرط إجادته قياساً بالمباراة الدرامية الأولى أمام المنتخب الكوري الشمالي الذي ضحك علينا واتشل نقاط المباراة منا وشد الرحال غير مصدق عائداً إلى بلده، والفرحة لاتسعه، وكان من نتيجة فوزه المدهش علينا أنه حالياً وبنجاح ساحق يتصدر التصفيات برصيد 4 نقاط بعد أن تعادل مع منتخب كوريا الجنوبية في ''ديربي'' شديد الخصوصية أمس الأول· والشيء الذي يصيبك بالدهشة والإحباط معا أن المنتخب قدم مباراة طيبة إجمالاً أمام المنتخب السعودي اللهم إلا الـ20 دقيقة الأخيرة وهذه حكاية أخرى يطول شرحها، لأن كل عناصر المنتخب تصاب بداء اسمه الشوط الثاني!! فالشوط الثاني في مباراة كوريا تحولنا من الضد إلى الضد ونفس الحال تقريباً حدث في معظم أوقات الشوط الثاني من مباراة السعودية رغم أننا جميعا ورغم تخوفنا بين الشوطين من تغير الحال إلا أننا قلنا حتى لأنفسنا ''لأ'' فهناك فرق هذه المرة، فنحن في حال طيب، أخذنا زمام المبادرة وتقدمنا بهدف وروحنا المعنوية والقتالية في أحسن حالاتها، وكان كل ذلك حقيقة بالفعل، لكن للأسف تغير كل شيء مع مرور الوقت في الشوط الثاني حتى تمكن المنتخب السعودي من تسجيل هدف التعادل وللأسف الشديد نحن'' أقصد اللاعبين ومدربهم'' أصيبوا بحالة من الهلع أفقدتهم كل شيء تقريباً، الروح والتركيز والشجاعة، وفي المقابل ارتفعت الروح المعنوية لدى الفريق السعودي الذي لا يؤمن جانبه، ولأنه فريق متمرس وأكثر خبرة ولاعبيه أكثر قدرة على التعامل مع الشباك، فقد نجحوا فيما فشلنا فيه عندما أضاع فيصل تحديدا فرصة عمره وعمرنا ولو كان قد سجل منها ربما لتغير وجه كل شيء، حتى هذه الكلمات كانت قد تغيرت هي الأخرى، لنا الله ، ولنا عودة·