الأعمال التلفزيونية المحلية موسمية مثل ''قيظ'' النخيل، وأهم مواسم هذه الأعمال شهر رمضان، حيث يحتار المشاهد في متابعة أي عمل يمكن التركيز فيه ومتابعة النص والممثل والإخراج والتصوير، وإذا كانت هذه الفترة إيجابية و محفزة للإخوة المشتغلين بالفن، فإنها يجب أن تكون أيضاً ساحة لعرض الجيد والهادف والجميل من الأعمال الفنية، ولكن لا يصح في ظل هذه ''الهبة'' والجري والتسابق لتقديم الأعمال الفنية المختلفة، أقول لا يصح غير مقولة أهل الإمارات ''الخشاش يطيح والبسر يتعلق''، أي أن الجيد الهادف سوف يظل محافظاً على جودته فترة أطول وأكثر متابعة وفائدة، أما الرديء فإنه سوف يسقط قبل عيد الفطر، بل إن البعض سقط بعد الحلقة الأولى، من باب ''الكتاب يقرأ من عنوانه''· حيث إن العمل الفني ليس هو الضحك على الذقون أو الضحك على الناس بأي طريقة، سواء بالكاميرا الخفية أو حتى الحقيقية بممثليها ومخرجيها ونصها الأعرج أو الساذج والسطحي· الأعمال الفنية في الإمارات لا شك أن بعضها تقدّم خطوات إلى الأمام وبعضها حمله النص وبعض الممثلين الجيدين، والذين صنعهم المسرح، حيث نجد أن معظم المشتغلين فترة أطول في الأعمال المسرحية أكثر تمكناً واقناعاً بأدوارهم، وأكثر حرصاً على الظهور بصورة جيدة، وإذا خان بعضهم النص أو الاخراج، فإن تلك مسألة أخرى· ولكن أهم مشكلات الأعمال الفنية في الإمارات هي اللهجة المحلية وفي فترات سابقة حتى الهيئة أو الملابس وطريقة ارتداء الثوب المحلي مشكلة عندهم، مما جعل بعض الأعمال مدعاة للضحك والتندر، والتي عادة ما يكتشفها غير المختصين أو المهتمين والمتابعين للأعمال الفنية، حيث تجد الذي يمثل الشخصية الإماراتية من الصحراء أو البحر أو السهل أو الجبل يرتدي سروالاً بدلاً من أن يلبس إزاراً، ويتحدث بطريقة ولهجة لا تعرف إلى أي منطقة في الخليج العربي تنتمي، فهي بين اللهجة الكويتية إلى البحرينية أو الأهوازية أو العراقية أو لهجة أهل القطيف!!· هذه المحنة ما زالت قائمة عند البعض من الممثلين والممثلات في الإمارات، وهي كذلك عند بعض مقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية ومعلقي كرة القدم والرياضات الأخرى، و حتى مسؤولي بعض الأجهزة الإعلامية، ولعل خير دليل على هذا، ذلك المسؤول الإعلامي الذي ينطبق عليه هذا الوصف والخلط عندما يتحدث بين كل اللهجات حتى لا تستطيع أن تعرفه إلى أي بيئة ينتمي، بالإضافة إلى الحرب الضروس والحيرة بين المذكر والمؤنث و(ال) الشمسية و(ال) القمرية، لذلك يعوض عنها باللغة الإنجليزية منعاً للاحراج وابتسامات البعض، خاصة في الاجتماعات· ظلت اللهجة المحلية في الأعمال الفنية الإماراتية مثل كرة يتقاذفها بعض الممثلين، بين ابن البيئة المعجون بها والبعض الذي يجمع أكثر من لهجة وبيئة في حديثه وحتى ملبسه وطريقة اشتغاله، لدرجة أن العمل الفني الواحد تتقاذفه أكثر من لهجة حتى لو كان العمل يدور في بيئة واحدة وأسرة واحدة، فالأب يتحدث بلهجة والأبناء بأخرى والإخوة وباقي الأسرة بأخرى· صحيح أن الحال تغيرت الآن بعض الشيء، ولكن البعض ما يزال يمزج كل اللهجات في جملة واحدة· ibrahim_Mubarak@hotmail.com