ماذا عسانا أن نقول عن مباراة كوريا الشمالية والخسارة في بداية مشوار تصفيات المرحلة الحاسمة لنهائيات كأس العالم وعلى أرضك وبين جماهيرك وأمام منتخب من المفترض أنه أخف منتخب سوف تواجهه في المجموعة ؟! من الصعب أن نجد العذر أو المبرر للمنتخب، وأخشى أن تكون هذه المباراة ونتيجتها السلبية قد وضعتا حدا لطموحنا في التأهل إلى جنوب أفريقا لأن مستوى المنتخب وبصريح العبارة ''ما يودي''، والموضوع لا يتعلق بخسارة مباراة واحدة لأن الخسائر وسوء الطالع واردان في الكرة، لكن الأمر يتعلق بالمستوى الهزيل الذي يقدمه المنتخب منذ فترة ليست بالقصيرة، وفي التراجع المستمر في الأداء· بهذا المستوى لا يمكن أن نحلم بالتأهل لا إلى جنوب أفريقا أو غيرها؛ لأن الحلم في هذه الحالة هو في الحقيقة كابوس، على أساس سوف نحلم وكل الشواهد من حولنا تخبرنا بأن هذا الحلم ليس له ما يبرره، والخسارة ورغم قسوتها لا يمكن أن نعتبرها مفاجأة بحال من الأحوال لأنها تأتي امتدادا للنتائج السلبية التي حصدها المنتخب في الفترة الماضية، ويكفي أنها الخسارة الرسمية الثالثة على التوالي التي يتعرض لها ''الأبيض'' على أرضه وبين جماهيره، وبدل أن يستفيد المنتخب من عامل الأرض أصبحت المنتخبات المنافسة هي المستفيدة· كما أن المستوى الذي شاهدناه لا يعتبر مفاجأة لأنه يأتي امتداداً لفترة التحضير والمستوى العادي الذي كان عليه المنتخب أمام الجزائر ومن بعده في مباراة البحرين، والمستوى الضعيف في المرحلة الماضية لابد أن ينعكس على المباريات الرسمية· رغم المحاولات الكثيرة لتبرير حالة التراجع التي كان عليها المنتخب خلال رحلة الإعداد والإصرار على أن ما يحصل في المباريات الودية لا يمكن أن يحصل في المباريات الرسمية، إلا أنه على أرض الواقع لم يتغير شيء، ولم تفلح كلمات ''التخدير'' بأن وجه المنتخب سوف يكون مختلفاً في المباريات الرسمية، وعوضا عنها أثبتت مباراة كوريا أنه أصبح أسوأ· آخر همسة: للقلة القليلة من الجماهير التي سمحت لنفسها برمي العلب الفارغة في أرض الملعب بعد الهدف الكوري الثاني، نسألهم ماذا استفدتم، هل تغيرت النتيجة وحصلنا على النقاط الثلاث بدل ضياعها؟، ألا يكفي الشكل الهزيل الذي كان عليه المنتخب داخل الملعب حتى تمتد دائرة الإحباط وتصل إلى المدرجات وتطال السلوك وتصبح خسارتنا مزدوجة في النتيجة وفي الأخلاق·