من حق جماهير الإمارات أن تأسف على ضياع أول ثلاث نقاط في الدور الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم· وتزداد معدلات الأسف عندما يتعلق الأمر بمباراة تقام على ملعبك وبين جماهيرك وأمام فريق لا يعد من القوى العظمى في الكرة الآسيوية· ومن حق الجماهير أن تلقي باللائمة على اللاعبين الذين كان معظمهم ''خارج الفورمة'' وعلى الجهاز الفني بقيادة ميتسو الذي جانبه التوفيق في اللعب بثلاثة محاور ولم يشرك فيصل خليل كمهاجم صريح عندما أخرج الشحي، أما فيما يتعلق بالتغييرات فإننا لن نتوقف عندها كثيراً عندما نعلم أن تبديل سبيت خاطر وهلال سعيد كان اضطرارياً· ومن السهل تماماً أن نطالب بمحاكمة ميتسو ولكن يبقى السؤال هل الوقت مناسب لفتح الملفات وتبادل الاتهامات وهل الوقت مناسب لمواصلة ''جلد الذات'' أم أنه من المنطق أن نستثمر الأيام القليلة التي تسبق مباراة الأبيض مع شقيقه السعودي ''بعد 48 ساعة من الآن'' في شحذ همم اللاعبين وتجديد الثقة في قدراتهم، والتأكيد على أن خسارة مباراة لا تعني ضياع الأمل، فلازلنا في بداية المشوار، ولعل الأبيض يعوض أمام السعودية ما فاته أمام كوريا الشمالية، فاللقاءات الخليجية لها طعم خاص ولا تخضع لأية حسابات· ولعل تعادل السعودية وإيران وتوقف رصيد كل منهما عند نقطة يخفف قليلاً من ''ألم'' الخسارة أمام كوريا الشمالية، فالفرصة لاتزال سانحة ولتكن مباراة الأبيض مع السعودية هي البداية الحقيقية للفريق في التصفيات الحاسمة· وتشاء الأقدار أن تكون مباراة السعودية إختباراً حقيقياً للأبيض على قدرته في تجاوز الصعاب مرة أخرى، فقبل مباراة الفريقين في نصف نهائي دورة الخليج الأخيرة، واجه معسكر الأبيض ظروفاً معاكسة يعلمها القريبون من شؤون الفريق، وهنا كان تدخل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي بادر بزيارة الفريق في نادي الجزيرة وعقد اجتماعاً لم يحضره سوى اللاعبين فقط، وكان ذلك الاجتماع نقطة انطلاق هائلة للفريق في البطولة حيث تجاوز السعودية بالهدف الشهير لاسماعيل مطر قبل أن يواصل مشواره نحو منصة التتويج بالفوز على عُمان في النهائي· وما أحوج الأبيض اليوم لمثل تلك الوقفة من المسؤولين والجماهير ووسائل الإعلام، فالبكاء على اللبن المسكوب لن يفيد ولا بد أن نتماسك ونؤكد قدرتنا على تجاوز الموقف الصعب، فالأبيض لن يرضى بأن يكون ''الحلقة الأضعف'' في المجموعة لأنه لو حدث ذلك فإننا سنعود سنوات عديدة إلى الوراء، وعلى اللاعبين أن يدافعوا عن مكانتهم وسمعتهم، والفرصة مواتية للرد على من يطالبهم بغسل أيديهم من التصفيات والاستعداد من الآن لـ''خليجي ،''19 وعلى نجوم الأبيض أن يرفضوا كل دعاوى اليأس والإحباط، فخسارة مباراة من 8 مباريات قد لا تعني شيئاً بشرط أن نصحح أوضاعنا ونستعيد معنوياتنا وأن نثبت أن ''الأبيض لا يزال بخير'' وأنه قادر على أن تكون له كلمة مسموعة في التصفيات·