إذا كان البكاء سيعيد لنا النقاط الثلاث المهدرة أمام كوريا الشمالية في الاستهلال المحبط لمشوارنا في كأس العالم، فسوف أكون أول الباكين· أعرف بالطبع حجم الغضب وكمية الإحباط عند كل من له علاقة بمنتخب الإمارات الذي وقع للأسف في شر أعماله وأنهى المباراة الأولى في مشوار المونديال الصعب والطويل أسوأ نهاية· كنا على استعداد للرضا بالمرّ، لكن المرّ- للأسف الشديد- لم يرض بنا· وأقصد بالمر التعادل·· ففي الوقت الذي كنا نقف فيه على أطراف أصابعنا خوفاً ونكداً بعد أن سجل المنتخب الكوري هدفه عن طريق مدافعنا الهمام بشير سعيد بالخطأ كنا نستعجل الوقت من أجل تسجيل هدف التعادل حتى نستطيع أن نسجل هدف الفوز بعد ذلك·· ولكن لم يمهلنا المنتخب الكوري كثيراً لكي نعيش في الأوهام فعاجلنا بهدف ثانٍ قاتل وكأنه في هذه اللحظة قد ذبحنا بسكين بارد· إذا كنا سنفتح ملف الأحزان، فلن تكفينا الأيام الثلاثة المخصصة لمن يموت ويلاقي ربه·· وإذا كنا سنفتح ملف الأخطاء، فلا أعتقد أنه ستكون له نهاية من كثرة الأخطاء التي وقعنا فيها·· سواء أخطاء اللاعبين، أقصد النجوم اللامعين، أو الأسطورة الذي لا يجب أن ينتقد لأنه أكبر من كلمات النقد·· فمن نحن حتى نتجرأ وننتقد المسيو ميتسو؟ نعم·· لا وقت لفتح الملفات والبكاء على اللبن الذي سكبناه بأيدينا، بوعينا وبإرادتنا أحياناً، وباللاوعي وبإرادة الفريق الكوري الذي ضحك علينا وأوقعنا في المصيدة التي نصبها لنا، وخدعنا وترك لنا أكثر من ثلثي الملعب نصول ونجول فيه دون أدنى مضايقات، لدرجة أننا اعتقدنا أننا فرضنا شخصيتنا وسيرنا المباراة كما نريد· وفي حقيقة الأمر أن المباراة سارت كما يريد المنتخب الكوري نفسه· إنها من المرات القلائل التي أرى فيها ميتسو غير موفق إلى درجة يحس بها حتى الذي يشاهد كرة القدم لأول مرة· ومن غير المقبول أن يكون كل الناس على خطأ ويكون ميتسو هو الوحيد الذي على صواب· هذه النظرية كان من الممكن أن أتقبلها في زمن آخر لازال يؤمن بالخرافة أو المعجزات، ونحن في عصر آخر مختلف لا يؤمن ولا يعترف لا بهذه ولا بتلك· كان غريباً حقاً أن يبتلع المدرب الطعم بسهولة، ذلك الطعم الذي استخدمه بدهاء مدرب المنتخب الكوري! وكان غريباً حقاً أن تكون كل التغييرات خاطئة وتكون إدارة المباراة في منتهى السوء! وكان غريباً حقاً أن يلعب فريق على أرضه وبين جماهيره من أجل الفوز دونما مشاركة ولو لاعب واحد فقط مهنته مهاجم أصيل! للمرة المليون أعذر كل الحزانى والغاضبين والمحبطين·· لكن ماذا يفيد ذلك الآن وأمامنا مباراة ثانية بعد 48 ساعة فقط؟ أرجوكم ابتلعوا أحزانكم وأكملوا جميلكم وساندوا الإمارات أمام السعودية·· فليس لنا طريق آخر غير هذا الطريق·· أقول ساندوا الإمارات لأن المنتخب هو منتخب البلد·· منتخبكم أنتم قبل أن يكون منتخب هذا الملعب أو ذاك·· نحن سنكمل المشوار من أجل اسم بلدنا· أقول هذا الكلام للاعب قبل المشجع· وعلى كل لاعب يرتدي زي الوطن أن يراجع نفسه·· والخسارة السابقة ليست نهاية العالم·· المهم أن تكون لدينا القدرة على العودة من جديد، وأن نحاول جاهدين شحن بطارية الثقة مرة أخرى·· فلو حدث وتمكنا من الفوز على المنتخب السعودي الشقيق فسوف يشفع ذلك للمنتخب أمام جماهيره الغاضبة· ومن يدري فرب ضارة نافعة؟