شعور بالأسف على حال العرب في كأس العالم.. هذا هو واقعنا.. هذه هي أحوالنا التي لا تسر.. في النهاية منتخب واحد فقط هو الذي سيمثل العرب في المونديال ولا تزال بطاقته حائرة بين مصر والجزائر.. شعور بالأسف بعد أن فشلت البحرين في المحاولة الثانية على التوالي.. أضاعت أسهل بطاقة عندما خسرت من المنتخب النيوزيلندي صفر - 1 رغم تواضع الفريق المنافس وقلة خبرته الدولية.. فهو منتخب بكر إذا جاز التعبير لا يشاكس ولا يلجأ للحيل والأساليب الدارجة في تضييع الوقت أو العودة للدفاع أو الضرب من تحت الحزام.. لقد كان منتخباً« لينا» ورغم ذلك فشلت البحرين في انتزاع الفرصة التي ربما لا تتكرر بهذه الصورة مرة أخرى!.. والشيء نفسه فعله المنتخب التونسي عندما خسر مباراته أمام موزمبيق.. وكان من غير المعقول أن لا يصنع الفريق ولو فرصة واحدة للتسجيل في مباراة لا ينفع فيها سوى الفوز!. لقد كان الفريق العربي التونسي في حالة يرثى لها..! علينا أن لا نتباكى إذن على عدم الوصول لبطولة لا نستحق أن نكون فيها!. أما على صعيد مصر والجزائر فقد شاءت الأقدار أن يستمر العرض حتى يوم الأربعاء القادم عندما يلتقي الفريقان في أم درمان في مباراة فاصلة وأخيرة. وإذا أردنا أن نتحدث عن هذه المباراة التي لا تزال تشغل بال الجماهير العربية فلابد وأن نذكر الآتي: أولاً أن نجم المباراة الأول هي الروح الرياضية التي تجلت في الملعب من لاعبي الفريقين على حد سواء. ثانياً أن الجماهير المصرية الحاشدة والملتهبة لم تخرج عن النص ولم تتعرض لشقيقتها الجماهير الجزائرية ولم تهتف مطلقاً ضد لاعبي الجزائر. ثالثاً أن حكم المباراة الجنوب إفريقي كان أحد النجوم البارزة ولم يرفع بطاقته سوى للاعبين اثنين وأعطى وقتاً ضائعاً كافياً.. أي أنه كان مدركاً تماماً لكل محاولات إضاعة الوقت. رابعاً أن الحارس المصري عصام الحضري كان سداً منيعاً كعادته ولعب دوراً محورياً في فوز فريقه وأنقذ هدفاً لا يصدق من النجم الجزائري رفيق الصيفي. خامساً أن الذي فجر فرحة المصريين العارمة بعد المباراة هو توقيت الهدف الذي سجله النجم عماد متعب في الوقت القاتل وبعد كانت الجماهير المصرية قد شعرت بضياع الحلم. سادساً أن الفارق قبل المباراة وبعدها يبدو هائلاً.. فكفة الفريقين الآن متساوية تماما 50 في المائة هنا و50 في المائة هناك.. بعد أن كانت هناك أربع فرص للجزائر مقابل فرصة واحدة ومشروطة لمصر. سابعاً وأخيراً أنه لا مجال الآن لحروب من خارج الملعب من هنا وهناك فقد اختلف المشهد.. المباراة في السودان وهذا الميدان يا حميدان. آخر الكلام من الإنصاف أن نقول عن الجزائر أنه منتخب قوي استجمع نفسه بعد رهبة البداية وبعد الهدف المصري المبكر وشكل خطورة على مرمى منافسه. ومن الإنصاف أن نقول أن المنتخب المصري استطاع أن يفوز بهدفين وهو في أسوأ حالاته فنياً نظراً للضغط العصبي الرهيب الذي كان عليه الفريق لتعدد فرص منافسه الذي كان من الممكن أن يتأهل مهزوماً ومتعادلاً وفائزاً. إذا كان المنتخب الجزائري يعاني الآن من غياب نجوم مؤثرين في مقابل عودة نجوم مؤثرين مصريين.. فإن المنتخب المصري يعاني الآن من خطورة الفرحة الزائدة.. والعرض مستمر