أحرص تماماً على متابعة البرامج التلفزيونية الخاصة برصد استعدادات المنتخبات الآسيوية عموماً، والعربية على وجه الخصوص، لتصفيات الدور الحاسم المؤهل لنهائيات مونديال ·2010 ولاحظت أن هناك شبه اتفاق على أن الأبيض يبدو هو ''الحلقة الأضعف'' وصاحب أقل الحظوظ في التأهل، وكان صالح النعيمة كابتن المنتخب السعودي السابق واضحاً وصريحاً عندما قال خلال برنامج ''الحلم'' بقناة ''أبوظبي الرياضية'' إنه يرشح منتخبين عربيين فقط للتأهل عبر البوابة الآسيوية، الأول منتخب السعودية والثاني هو الفريق الفائز بمجموع مباراتي قطر والبحرين في المجموعة الثانية، دون أن يتطرق النعيمة، تلميحاً أو تصريحاً، إلى أن منتخب الإمارات يملك هو الآخر فرصة التأهل· وبالطبع فإن الكل حر في آرائه وقناعاته وتصريحاته، خاصة أن ما قدمه المنتخب أمام إيران وسوريا بملعبه عندما خسر المباراتين، وعندما تأهل بفارق هدف واحد وليس نقطة واحدة، على حساب سوريا، وعندما خسر مباراتيه التجريبيتين أمام الجزائر والبحرين ولم يقدم خلالهما الأداء المطلوب، كل ذلك أسهم في تكوين انطباع غير إيجابي عن حالة الأبيض· ولكن لماذا نكتفي بنصف الكوب الفارغ ولا نتوقف عند ''النصف المليان'' ولماذا لا نستثمر تلك الانطباعات ونحول سلبياتها إلى إيجابيات، فعندما تدخل التصفيات، وأنت تأتي في ذيل الترشيحات، يحررك من الضغوط التي تعاني منها المنتخبات التي يرشحها الجميع للتأهل، ولماذا لا نعتبر الآراء السلبية قوة دافعة لنجوم الأبيض الذين عليهم أن يرتدوا قفاز التحدي ويثبتوا أن من لم يرشحهم كانت حساباته غير دقيقة! ولماذا لا نستثمر فرصة أن الكوريين الشماليين لديهم حالياً فكرة بأن الأبيض هو ''الأضعف'' فنياً وبدنياً، وأن نفاجئهم بالمستوى المعروف عن الأبيض الذي صال وجال في ''خليجي ''18 وكسب منتخبات تتفوق فنياً على الكوري الشمالي· ولماذا لا تظهر الصورة الحقيقية للأبيض الذي أحرج منتخب إيران على أرضه وجماهيره وكان أقرب إلى الفوز لولا الحكم الكوري الذي تغاضى عن احتساب ركلة جزاء اعترف بصحتها الإيرانيون· ولماذا لا نستعيد الصورة التي قدمها الأبيض في ستاد العباسيين بدمشق عندما لم يهزه الهدف المبكر واستعاد توازنه سريعاً وأدرك التعادل الذي كان وراء إقالة مدرب المنتخب السوري والاستعانة بجهود محمد قويض أملاً في إنقاذ ما يمكن إنقاذه· ولماذا لا نمنح الفرنسي ميتسو مدرب الفريق الفرصة لإثبات أنه كان على حق عندما أكد أن ''الوديات'' غير ''الرسميات''، وأن سلبيات التجارب ستختفي عندما تدق ساعة الحقيقة في التصفيات المونديالية· ولماذا لا نؤدي جميعاً دورنا في دعم ومؤازرة الفريق لاستثمار عاملي الأرض والجمهور وهو يواجه منتخبات لديها نفس الطموح والأمل ولا تعوزها الخبرة في التعامل مع التصفيات المونديالية· فعلاً ·· لماذا؟