لم تتوقف الهيئة في اجتماعها الأخير عند نتائج بكين واكتفت في جلستها الماضية باعتماد التشكيل النهائي لمجالس إدارات الاتحادات استعداداً لتدشين الدورة الأولمبية الجديدة والتي تبدأ يوم غد وتستمر إلى عام 2012 دون أن تمس ما حصل في الأولمبياد· وقد يكون البعض قد استغرب موقف الهيئة لكن موقفها لا يعتبر مفاجأة لأنها ببساطة لا تملك لا هي ولا غيرها من المؤسسات الرياضية في ظل إمكانياتها الحالية حلولا نافعة لإعداد رياضيينا وتحضيرهم للمشاركة في أية أولمبياد وعلى رأسها أولمبياد لندن القادم· لا أقصد بالحلول الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالإعداد لأنها موجودة وبكثرة في الأدراج ولكن أقصد غياب المادة التي تحركها وتبث فيها الروح وتحولها من حبر على ورق إلى واقع معاش يمكن أن نلمس في يوم من الأيام نتائجه· كان بإمكان الاجتماع الماضي أن يتوقف عند أولمبياد بكين ويشبعه بحثا وتشخيصاً من أجل إرضاء الشارع الرياضي، لكن هذه المحاولة لن تكون أكثر من محاولة ذر الرماد في العيون· هذا هو واقع الحال، بأن الهيئة وغيرها من المؤسسات الرياضية لا تملك الموارد الكافية والتي يمكن من خلالها إعداد بعض رياضيينا من الذين يملكون القدرة على المنافسة في الدورات الأولمبية بشكل صحيح· وطالما كانت هذه هي الحقيقة المجردة فإن أي حديث عن الأولمبياد لن يخرج عن أطر الكلام ولن يصل في يوم من الأيام إلى مرحلة الفعل وهو بيت القصيد في نجاح أي عمل· مشكلة ضعف إمكانيات الهيئة المادية تنعكس على الجهات التي تأتي تحتها في سلم ترتيب هرمنا الرياضي، حيث يعتبر وضع اللجنة الأولمبية أكثر صعوبة وعلى سبيل المثال طلبت اللجنة مبلغ 10 ملايين من أجل الإعداد لبكين لكنها في الواقع حصلت على مبلغ لا يصل إلى الربع· والمشهد أكثر صعوبة عندما نصل إلى الاتحادات، ويكفي للتدليل على ذلك بأن أحد الاتحادات التي شاركت في أولمبياد بكين -وهو اتحاد الجودو- تبلغ موازنته المرصودة من الهيئة في حدود 100 ألف· بالتأكيد أن اتحاد الجودو محظوظ بالدعم الذي لاقاه من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والذي دفعه للاستغناء عن دعم الهيئة لأنه بصريح العبارة ''مش جايب همه'' لكن علينا التذكير بأن الكثير من الاتحاد الأخرى لا تتمتع بنفس درجة الحظ !·