ودقّت ساعة الحقيقة لتحدد من الأحق بالتأهل لنهائيات مونديال جنوب أفريقيا صيف العام المقبل. وعندما يلتقي المنتخبان الشقيقان، المصري والجزائري في سهرة كروية من الوزن الثقيل الليلة بستاد القاهرة فإن المباراة يمكن أن تحسم الجدال الدائر منذ شهر تقريباً، وتحوّل إلى حرب كلامية تجاوزت كل الحدود، وكأن كلاً من المعسكرين يريد أن يثبت أفضليته ولو بالكلام أو بالأفلام المدبلجة عبر “اليوتيوب”. والليلة، يتوقف الكلام، وتتحرك الأقدام من أجل إثبات التفوق والأحقية للحاق بركب المتأهلين لأهم بطولة على سطح الكرة الأرضية. وبعيداً عن الحسابات التي ترجح كفة الجزائر، قبل الدخول إلى أرض الملعب، فإن كل ما نرجوه ألا يؤثر الشحن الزائد والتوتر والانفعال خارج الملعب على ما يجري بداخله، ولو التزم اللاعبون وانتصروا للروح الرياضية، فإن ذلك يمكن أن ينعكس على المدرجات التي ليست في حاجة إلى مزيد من التسخين والاستثارة. وتسألني عن توقعاتي لسيناريو المباراة فأبادر وأقول إن منتخب الجزائر - على عكس المتوقع - لن يلجأ للدفاع في بداية المباراة، بل على العكس سيهاجم من أجل خطف هدف مبكر يربك حسابات منتخب مصر، بينما سيلجأ منتخب مصر للأداء المتوازن، إدراكاً منه أن الصبر وعدم التسرع وعدم الاندفاع يمكن أن تساعده على تحقيق ما يريده، خاصة أنه تعلم من تجارب عديدة تم فيها حسم الموقف في الشوط الثاني أو في الدقائق الحاسمة. وعموماً فإن المباراة، برغم سخونتها التي فاقت كل الحدود، إما أن تقدم الليلة منتخباً عربياً للمونديال أو تنتظر 4 أيام أخرى لتحل المباراة الفاصلة اللغز وتنهي الحوار العربي - العربي من أجل بطاقة مونديالية يستحقها كلا الفريقين. وشخصياً أتمنى أن تنتهي المباراة، لتعود الأجواء الودية بين جماهير الفريقين مرة أخرى، عكس ما يحدث حالياً والذي لا علاقة له بعلاقات تاريخية بين البلدين وكذلك علاقات أسرية حيث تشير إحدى الدراسات الى أن عشرة آلاف مصري يعيشون في الجزائر ومتزوجون من جزائريات. مع كل الأمنيات بأن نعيش سهرة كروية.. خالية من الشوائب والتجاوزات. قبل التفرغ لمتابعة مباراة مصر والجزائر ستحظى مباراة البحرين مع نيوزيلندا في ويلنجتون باهتمام بالغ، بعد انتهاء مباراة الذهاب بالمنامة بالتعادل بدون أهداف.. وقلوبنا مع منتخب البحرين للخروج بنتيجة إيجابية تمنحه بطاقة التأهل للمونديال لأول مرة، حتى يحقق ما فشل فيه قبل 4 أعوام عندما خسر المباراة الأخيرة أمام ترينيداد وتوباجو صفر -1 فأضاع فرصة تاريخية للمشاركة في مونديال 2006. ويا أحمر.. كلنا ويّاك. وفي موزمبيق يسعى نسور قرطاج نجوم منتخب تونس لتحقيق الفوز لانتزاع بطاقة التأهل بغض النظر عن نتيجة مباراة كينيا مع نيجيريا، لأن أي نتيجة أخرى يمكن أن تعقِّد حسابات تونس خاصة لو فازت نيجيريا في نيروبي. وشخصياً أرى أنه من الصعب أن يفوّت نجوم تونس هذه الفرصة للصعود لنهائيات أول كأس عالم يقام على الأرض الأفريقية.