كشف مشروع ''السلامة أولاً'' في دبي أن هناك منشآت غير ملتزمة بقوانين الدفاع المدني، وأن 1184 منشأة فقط حققت شروط السلامة· هذا الكشف ينبه إلى وجود عسف وإسفاف واستخفاف بسلامة وأمن واستقرار البلد والناس والمقدرات، وهذا الكشف يشير إلى أن هناك أصحاب منشآت يتعمدون الإساءة إلى البلد والإضرار بمصالحها وتجاهل القوانين والنظم التي تؤسس صداً ورداً لكل ما يعيق حركة النمو الاقتصادي في البلد ويعرقل النهضة الحضارية التي تسير باتجاهها بلادنا، وإذا كان المدير العام للدفاع المدني يؤكد أن إدارته وجهت 2737 إنذاراً إلى مستودعات غير ملتزمة و327 مصنعاً و196 سكناً دائماً للعمال و627 سكناً مؤقتاً وتوجيه 453 تنبيهاً و1435 إشعاراً و509 إنذارات و245 إحالة للتحقيق إلى ملاك المنشآت والمباني المخالفة· أرقام فلكية مذهلة ومرعبة من الإنذارات والتنبيهات والمخالفات التي يرتكبها ملاك منشآت أعطوا ظهورهم لكل القوانين ونسفوا النظم وتعسفوا وسفوا وأهدروا وبذروا إمكانيات بلد يريد أن يكون في مقدمة الصفوف ويود أن يكون على رأس السارية يرنو إلى الأعلى ويصبو إلى تحقيق الحلم الجميل، النبيل، ويهجر محطة التخلف إلى الأبد، ملاك منشآت يكلفون البلد أموالاً طائلة، وأرواحاً تطير معها سمعة البلد كلما توفي شخص بفعل الاستهتار والاختيار الخاطئ، ملاك منشآت كان يفترض أن يكونوا سنداً وعضواً ويداً تمتد إلى هذا الوطن من أجل رفعته ونهضته ورقيه ونصوع اسمه أمام العالمين لكنهم وللأسف أصبحوا عقبة كأداء يعاني من تصرفاتهم البلد أشد المعاناة، فلا التحذيرات تفيد ولا الإنذارات تشفع ولا التنبيهات تمنع ولا المخالفات تردع، فما يبذله البلد من أساليب صد ورد يذهب جفاء كالزبد، نقول المسألة مسألة ضمير وحس وطني ومشاعر حب تجاه هذه الأرض المعطاء، وإذا غاب هذا الثالوث فإن الوسائل الشفوية لا قيمة لها ولا بد من وضع الإصبع على الجرح ولا بد من سن العقاب الصارم والحاسم لأن من بيننا أفراداً يخافون ولا يستحون ولا شيء يوجع الملاك المتجاوزين غير العقاب المباشر، والحساب الهادر الذي يزلزل أركان الضمائر الميتة والمشاعر البائتة والقلوب التي نشفت منها دماء الحرقة على الوطن ومنجزاته ونجاحاته، لا بد من الأخذ بيد لا ترحم كل من لا يرحم ولا يهتم بالمكتسبات الوطنية، لا بد من الحسم في أمور لا تحسم إلا بالإيلام لكي يصبح احترام القوانين دستوراً ونهجاً ومنوالاً، يسير على طريقه كل صاحب منشأة دون استثناء أو استرخاء أو مداراة أو جبر لخواطر من لا خواطر لهم غير الكسب السريع والربح الأسرع على حساب ثوابت وأسس إنسانية وحضارية، لا نريد أن نتهم الآخرين الذين يشوهون سمعة بلادنا واسمها ولكن نريد أن نرتب بيتنا ونهذب ضمائر من يعيشون بيننا ونقلم أظافر كل من يعبث وينهك الوطن بخسارات فادحة ونحن في مرحلة النمو والازدهار في أمس الحاجة إلى أيد تعمل بجد وعقول تفعل ولا ترتد، وضمائر تكمل مسيرة العمل ولا تنكر وتنغص الحياة في بلادنا، فالعقاب المباشر وحده الحل لكل منحل ومتساهل ومتجاهل ومتغافل عن مصالح البلد، العقاب هو الحل لكل منجل يهدم وفأس يقضم ومنشار يعدم ومجداف يسير باتجاه العدم والسقم·