يحل علينا اليوم ضيفا عزيزا مكرما، شهر رمضان المبارك، خير الشهور وأكرمها ، نسال الله أن يوفقنا لصيامه وقيامه، ويتقبل منا ومنكم طاعاته، ومبارك عليكم الشهر· وفي اليوم الأول منه نتمنى أن تقضى مصالح الناس في الدوائر ، ولا تتعطل باسم الصيام، وأن تتسع الصدور في الشوارع والطرقات، وتختفي مظاهر قيادة السيارات بطيش ورعونة بحجة الصيام أو اللحاق بموعد الإفطار، نتمنى أن تتهذب النفوس وتتطهر القلوب على مدار الأيام والسنين، مع إطلالة شهر كريم أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار· و إذا كان اليوم هو الأول من أيام الشهر الكريم، فإن يوم أمس كان أول أيام العام الدراسي الجديد، حيث انتظم أكثر من 650 ألف طالب وطالبة في مراحل التعليم المختلفة في المدارس الحكومية أو الخاصة· وإذا كنا قد شهدنا بداية سلسلة وجميلة في العديد من مدارس منطقة ابوظبي التعليمية، فإن عددا من المدارس في مناطق تعليمية أخرى لم تكن جاهزة بالصورة المطلوبة لاستقبال طلابها وتلاميذها، والحجة عدم انتهاء عمليات الصيانة· وقد تابعت جدلا بين امهات تلميذات ومديرة احدى مدارس البنات من خلال برنامج البث المباشر، حيث بررت المسؤولة تأخر اكتمال أعمال الصيانة بضعف الشركة المكلفة بالإنجاز، والتي كانت ترسل لهم ثلاث عاملات نظافة للقيام بأعمال التنظيف لمدرسة كبيرة تضم مئات من التلميذات· على الرغم من إن عقد الصيانة ابرم معها منذ 22 يوليو الماضي· وعندما سألت أحدى الامهات المديرة لماذا لم ترسلي لأولياء الامور رسائل نصية بأن المدرسة غير جاهزة لاستقبال الصغيرات، خاصة ان روائح الاصباغ والغبار تثير أزمات ربو عند كثير من التلميذات اللاتي يعانين حساسية في الصدر، قالت المسؤولة إنها لا تملك صلاحية تأجيل بداية العام الدراسي!!· كما تحدث أخريات عن خطورة وجود مواد بناء من حديد وزجاج وغيرها في تلك المدرسة، وغيرها من المدارس التي لم تستقبل العام الدراسي الجديد بالصورة التي وعدت بها· تحية للمدارس الملتزمة، خاصة ان الوزارة والمناطق التعليمية منحتها هذا العام صلاحيات واسعة للتصرف في التعاقد والتنظيم والترتيب· وأحيي من واقع المتابعة الميدانية مدارس منطقة ابوظبي التعليمية التي كانت مثالا في الالتزام ببداية قوية وصارمة، حيث وجد الطلاب كتبهم في انتظارهم على الطاولات، وكانت الحافلات المكيفة متواجدة في نهاية اليوم الدراسي الاول· ولم تكتف بذلك بل أرسلت رسائل نصية إلى أولياء الأمور تحذرهم فيها من مغبة غياب أي تلميذ عن الدراسة من غير عذر، حيث ستقوم بعمل مسح ميداني في المدارس لحصر الطلاب ، و سيتم اعتبار المتغيب '' من غير طلاب المدرسة''· أما الارباك الذي وقع الأسبوع الماضي مع بدء دوام المعلمين، فقد كان مرده بعض المدارس غير المتصالحة مع التقنيات الحديثة التي كانت ستوفر الوقت و الجهد على المدرسين و أولياء الأمور على حد سواء، وتبلغ الاباء المدارس التي نقل إليها ابناؤهم بدلا من'' اللف'' على هذه المدارس لمعرفة مكان انتقال طالب· من جديد نبارك للجميع طلاباً و أعضاء هيئات تعليمية وإدارية العام الدراسي الجديد، ونتمنى أن يكون عام خير وعلم وتفوق لأعداد أجيال جديدة قادرة على رد ولو جزء بسيط من الدين لوطن الخير والعطاء·