عقب انتهاء الجولة السادسة لدوري المحترفين استوقفتني التصريحات التي أدلى بها عبدالله صالح مدير الفريق الوحداوي وماجد العويس مدير الفريق العيناوي، عقب خسارة الوحدة ثلاث نقاط أمام الوصل وخسارة العين نقطتين أمام الظفرة. الجديد في تلك التصريحات أنها كانت مفعمة بالوضوح والشفافية، وهو ما يتطلبه عالم الاحتراف. قال عبدالله صالح إن الوحدة ظهر في أسوأ حالاته أمام الوصل، وكان الفريق أبعد ما يكون عن مستواه الذي قدمه في الجولات الخمس الأولى، وأن جماهير العنابي معها كل الحق عندما تعبر عن استيائها من المستوى الذي قدمه الفريق أمام الفهود، وتضمنت التصريحات نصيحة للفريق الوصلاوي بأن يسعى لتصحيح كثير من أوضاعه، لأن الفوز على الوحدة لا يعني أن الفهود في أفضل حالاتهم، بل يعكس الحالة غير الطبيعية التي كان عليها فريق الوحدة! أما ماجد العويس فقد اعترف بأن الحكم لم يكن صائباً، سواء عندما احتسب ركلة جزاء للظفرة أو عندما منح اميرسون ركلة جزاء لصالح العين، بينما ذهب سلطان راشد إداري الفريق الى أبعد من ذلك عندما قال بالحرف الواحد “يجب أن نلوم أنفسنا قبل أن نلوم التحكيم”. وشخصياً أرى أن المكاشفة وعدم المكابرة هو أقصر الطرق لتصحيح الأخطاء، حيث شاءت الظروف أن يقدم فريقا العين والوحدة أسوأ مستوى لهما قبل أيام من مواجهتهما المرتقبة يوم الأول من ديسمبر المقبل، ولأن الاعتراف بالحق فضيلة، فإن الأمل كبير في أن ينجح الفريقان في تجاوز المأزق الذي تعرضا له في الجولة السادسة سعياً لتقديم مباراة تليق بالأجواء الصاخبة التي تصاحبها بعد أن تحولت الى أشهر كلاسيكو في دوري الإمارات. u u u u من زمان لم نشاهد الفريق الشرقاوي في المركز الرابع، حيث قاده الفوز الأخير على عجمان لأن يكون أحد أضلاع المربع الذهبي مع نهاية الجولة السادسة وهو ما يشكل دفعة معنوية كبيرة يمكن أن تعيد “الملك” الى سابق عهده. وشتان الفارق بين فريق يصارع - حتى الرمق الأخير - من أجل البقاء، وفريق يستعيد توهجه ويثبت أنه ليس رقماً هامشياً في دوري المحترفين، والمهم الاستمرار، فالبطولة لا تعترف إلا بأصحاب النفس الطويل. u u u u فجأة وبدون مقدمات، أصبح دوري المحترفين يضم 5 مدربين عرب، أي ما يقارب نصف عدد مدربي المسابقة، حيث كان المدرب العربي بمثابة “البديل الجاهز” لثلاثة أندية هي الشباب الذي تعاقد مع عبدالوهاب عبدالقادر بديلاً للبرازيلي سيريزو الذي لا أستبعد أن يعود سريعاً لاستئناف مشواره في الدوري “خارج إمارة دبي”، والأهلي الذي استبدل الروماني أندوني بالمدرب الوطني مهدي علي “الذي سبق له أن غيّر مسار الدوري عام 1994 عندما كان لاعباً”، وعجمان الذي أنهى علاقته بالبرازيلي زوماريو وكلف محمد الغرايري بالمهمة، إضافة الى مدربين عربيين يواصلان مهمتهما في الدوري وهما أحمد العجلاني مدرب الإمارات ولطفي البنزرتي مدرب بني ياس. وقديماً قالوا: “مصائب قوم عند قوم فوائد”!