عاش عالم "الفورمولا-1" ليلة ولا في الأحلام من خلال الجولة الختامية لبطولة 2009 التي دشّنت حلبة ياس، أفخم وأروع حلبة سباقات على مر التاريخ. وانحازت جولة الختام للألماني سيباستيان فيتيل ومنحته بطولة أول جولة تحتضنها حلبة ياس، مستفيداً من الحظ العاثر الذي واجه البريطاني لويس هاميلتون الذي اضطر للانسحاب من السباق بعد 20 لفة لتعرض سيارته لعطل ميكانيكي، وهو البطل الذي سيطر على المركز الأول في كل التجارب التي سبقت السباق. واستطاع فيتيل أن ينهي الموسم بنجاح بعد أن احتل المركز الثاني بعد البريطاني جنسون باتون. ويبدو أن باتون كان يدرك أن الفوز بالمركز الأول في حلبة ياس ليس مضموناً فحسم لقب بطولة العالم لصالحه، ولأول مرة في تاريخه في جولة البرازيل التي سبقت وصوله إلى أبوظبي. وما يهمنا أن حلبة ياس باحت بأسرارها وأبهرت كل ضيوفها سواء سائقين أو فنيين أو مسؤولين أو صحفيين أجانب وعرب، حتى أن الزميل فيصل القناعي الصحفي الكويتي المعروف لم يستطع أن يخفي إعجابه بما شاهده خلال السباق، وقال بالحرف الواحد، يحق لنا كعرب أن نفخر بتلك الحلبة المبهرة التي سحرت ألباب الأوروبيين وأقنعتهم أن الإنسان العربي بإمكانه أن يحقق الكثير طالما كانت لديه الرغبة الصادقة والقدرة على تحويل الأحلام إلى واقع ملموس. وعندما يودع العالم بطولة 2009 تحت نهار وليل ياس، فإنه سيكون على موعد جديد في نفس الحلبة على 2010، ليبدأ المسؤولون عن الحلبة من الآن في إعداد المفاجآت التي من شأنها استثمارها على مدار العام، من خلال خدماتها المتكاملة وقدرتها على استيعاب العديد من الفعاليات، فجزيرة ياس ليست مجرد حلبة للسباقات، بل هي جزيرة متكاملة تضم العديد من المرافق ومن بينها إحدى أضخم المدن الترفيهية على مستوى العالم. u u u u لعلّ من أبرز اللحظات المؤثرة في جولة ياس أنها شهدت وداع فريق بي. إم. دبليو ساوبر الذي قرر إنهاء علاقته ببطولة العالم "للفورمولا 1"، واختار الجولة الختامية التي أقيمت لأول مرة في أبوظبي لتشهد نهاية رحلته مع عالم الفورمولا التي بدأت 2006. وبالتأكيد فإن التعديلات الجديدة التي ستطرأ على البطولة اعتباراً من 2010 يمكن أن تمنحها زخماً جديداً يتوازى مع شعبيتها الكبيرة حيث يتابع كل جولة من جولاتها ما يقارب 600 مليون متفرج حول العالم. وشكراً ياس.. من كل الناس وإلى اللقاء في 31 أكتوبر 2010.