منذ بدء الثورة في إيران، وآمالنا كعرب عامة وشعب دولة الإمارات خاصة معقودة على ساسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذين رفعوا شعار مناهضة ومقاومة الاستكبار والاستبداد، واغتصاب حقوق الغير، وكل العرب من المحيط حتى الخليج العربي لا يكنون لهذا البلد غير الحب والتمني لها بأن تكون دولة قوية هانئة بالاستقرار والأمن والأمان لتكون عنصراً بانياً للسلم والسلام على ضفة الخليج الشرقية، ولتكون إيران جناح تحليق في فضاء الكرة الأرضية، لا مجداف تجديف وتسويف، وقلب الحقائق، وتشويه الواقع، وتجاهل الحق، ومضغ لغة التعويم والتهويم واعتبار الاحتلال سوء فهم واغتصاب أرض الغير تحت حجج واهية وذرائع لا يسوقها إلا كل من خلا وفاضه، وفاضت حياضة بالهراءات والافتراءات والبعد عن الحقيقة كما تبعد سماء الله عن أرضه· كنا نتمنى على إيران أن تلجأ إلى حكمة العقل وفطنة المنطق وأن تعي أن مجرد تكريس الاحتلال لا يغير من الحقيقة شيئاً وأن إقامة مكتبين إداريين على جزيرة أبوموسى المحتلة، أو إقامة منشآت عسكرية في طنب الكبرى والصغرى كل هذه الإجراءات لن تستطيع أن تنتزع من وجدان إنسان الإمارات علاقته بأرضه، ولن تستطيع أن تفصل التاريخ عن الجغرافيا، ولن تستطيع أن تمنع أشعة شمس الخليج العربي أن تسطع على جزرنا المحتلة، لتظل كتابا مفتوحاً تقرأه الأجيال جيلاً بعد جيل، وساسة إيران أنفسهم يعلمون أن الجزر الثلاث عربية·· الأمر الذي جعلهم يماطلون ويمتنعون عن تلبية دعوة الإمارات السلمية لعرض القضية على محكمة العدل الدولية، لتعطي كل ذي حق حقه فلا ظالم ولا مظلوم، وهذه هي سياسة الإمارات ونهجها واستراتيجيتها، لا تستعدي ولا تعتدي بل إن هذه الدولة لم تستمد سمعتها، ولم ترتفع قامتها بين الأمم إلا لأنها آمنت بالتصالح مع النفس كمبدأ والانسجام مع الآخر كشريعة، لكن، وللأسف فإن جمهورية إيران الإسلامية لم تمنحنا أذناً صاغية ولا سياسة واعية، ولا هي جادة في التعاطي مع القضية بروح سياسة شفافة بل إنها اعتمدت تقادم الزمن واعتقدت أن الزمن كفيل بأن يفرض واقع الاحتلال، وقد لا يعرف ساسة إيران مثلنا القائل ''قد ينسى الضارب ولكن لن ينسى المضروب'' فنحن أصحاب حق (وما ضاع حق ووراءه مطالب) ونحن لا نريد من إيران غير الحق ولا نريد منها غير أن تثبت لنا بالفعل لا بالقول أنها دولة تراعي حق الجيرة كما نحن نفتح الصدور والقلوب لعلاقات سوية متكافئة يؤمها الاحترام لا فيها ابتزاز ولا انتهازية علاقات تكرس الشعارات أفعالاً يقبلها العقل ويتلقاها المنطق دون صدمة تهز الوجدان وتحرك الأشجان باتجاه احتقانات، يكون شعبا البلدين في غنى عنها، بل إننا جميعاً في أمس الحاجة إلى التلاحم والانسجام والوئام أحباء، منطقة تنعم شعوبها بالخير ونعيم الاقتصاد الآمن من كل التغيرات والأحداث المؤلمة·· وإذا كانت إيران تريد أن تصبح دولة مسموعة مهابة الجانب فإن استمرارها لاحتلال جزر دولة الإمارات لن يسبغها إلا بلون المغتصب، والمحتل·