الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسجد كاتب ولاية.. نموذج للتآخي الإسلامي المسيحي في غزة

مسجد كاتب ولاية.. نموذج للتآخي الإسلامي المسيحي في غزة
3 أكتوبر 2009 00:36
يقع مسجد كاتب ولاية في حي الزيتون بمدينة غزة القديمة، حيث يشتهر هذا الحي بكثرة أشجار الزيتون التي ما زالت تغطي أراضيه والتي بدأت في التناقص لانقضاض العمران العشوائي عليه، ويقع جزء كبير من هذا الحي فوق تلة غزة القديمة، ويفصلها عن حي الدرج شارع عمر المختار وهو المعروف بشارع جمال باشا سابقا حيث يقع إلى الجنوب منه، وبالتالي فإن هذا المسجد يقع في شارع رأس الطالع بمدينة غزة القديمة على مساحة تقدر بنحو 377مترا مربعا، وهو الجامع الوحيد الملاصق تماما لكنيسة الروم الارثوذكسى حيث تتجاور مئذنة المسجد مع أجراس الكنيسة كنموذج للتسامح الديني والتآخي بين المسلمين والمسيحين. وقد تم بناؤه أيام حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون الثالثة 709 - 741 هـ كما تفسر ذلك نقوش بلاطة رخامية بنيت أسفل المئذنة وعلى جبهة جدار قاعدتها الشرقية وقد جاء عليها في سطرين وهما كما هو مكتوب: «بسم الله الرحمن الرحيم : أمر بعمارة هذه المئذنة مولانا المقر الأشرف السيفي أفنان العلاني نائب السلطنة الشريفة بغزة المحروسة ابتغاء لوجه الله تعالى في مستهل ذي الحجة الحرام سنة خمس وثلاثين وسبعمائة للهجرة»، وقد عثر هذا النقش على البلاطة الأساسية في المسجد والتي تم العثور عليها في عشرينات القرن العشرين، وهي الآن مبنية وسط أحد جدران الجامع الحديثة. ويبدو أن هذا الجزء من الحجر التأسيسي كان يمثل إنشاء الجامع وأن الأخير فيما بعد تعرض للهدم وقام أفنان العلائي ببناء مئذنته سنة 735هـ، وفي سنة 995هـ تعرض الجامع للهدم حيث قام أحمد بك كاتب الولاية بإعادة بنائه ومن هنا جاء اسمه كما أوضحته بلاطة رخامية بنيت أعلى عتب باب الجامع الشمالي. وصف المصلى يتألف الجامع من مصلى رئيسي به عمودان رخاميان يعلوهما تيجان بزخارف بارزة يحملان ستة عقود مصلبة تكون رواقين، وبالمنبر بقايا أحجار مزخرفة بنيت فوق باب الروضة وأزيلت معظم نقوشها كما تعرضت للطلاء بالدهان. أما المئذنة فتقع للشرق من الجامع لكنها تبدو أقل زخرفة من مآذن غزة السابقة لتعرضها للهدم أكثر من مرة كان آخرها في الحرب العالمية الأولى حيث قام الأهالي بتعليتها والمئذنة قائمة على قاعدة مربعة يعلوها بدن مثمن في أسفله شبابيك مستطيلة. أما في الوسط فيتوسط بعض أضلاعها فتحات دائرية صغيرة، أما أعلى البدن فهناك فتحات مستطيلة يليها مشرفة معروشة للمؤذن مستندة على دعائم حجرية يعلوها بدن مثمن قطره أضيق من سابقه وبه باب صغير من جهة الشرق يعلوه بدن مثمن أيضا لكنه أضيق من سابقه وتزين أضلاعه أطباق دائرية يعلوها جميعا هلال قائم على ثلاث كرات نحاسية. بالإضافة لهذا عثر على بلاطة رخامية بيضاء حفر عليها بالخط الكوفي الجميل ستة عشر سطرا، كما ذكر السيد ماير في تقرير أرسله لمصلحة الآثار الفلسطينية في سنة 1923م ذكر فيه أنه عثر على حجر رخامي داخل الجامع لم يستطع قراءته إنما جاء ذكر باب البحر وهو أحد أبواب غزة القديمة والذي يقع في الطرف الجنوبي الغربي لغزة بالقرب من عسقولة حاليا مما يؤكد أن المسجد تعرض لعمليات ترميم على مدار العصور المختلفة.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©