الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع قياسي في أسعار الألمنيوم العالمية

ارتفاع قياسي في أسعار الألمنيوم العالمية
20 يوليو 2008 23:04
يبدو أن انقطاعات الكهرباء التي أجبرت المنتجين الصينيين على خفض الانتاج بنسبة تصل الى 10 في المئة دفعت أسعار الالمنيوم إلى الصعود لمستويات قياسية واشعلت المخاوف من عدم المضي قدما في الخطط التوسعية· والآن فإن أسعار الالمنيوم في القيود المستقبلية لثلاثة اشهر في بورصة لندن للسلع لامست في تعاملات الجمعة الماضية سقفا قياسيا بمستوى 3380 دولارا للطن بينما كان قد تم تحديد السعر الرسمي بمبلغ 3340 دولارا للطن منذ بداية هذا العام، وسط توقعات بأن يصل الطن إلى 4 آلاف دولار، بحسب سيتي جروب· وكما يقول يانجيكسي يو محلل السلع في مصرف باركليز كابيتال في سنغافورة ''نعتقد أن الوضع اصبح يتسم بنوع من الخطورة، فالنقص في الطاقة امتد الى العديد من الولايات ليتزامن مع الانخفاض الحالي في انتاج الألمنيوم في الصين''، ولكنه استطرد يقول ''إن المخاوف اصبحت لا تتعلق فقط بالانخفاض الحالي في الانتاج وانما ايضا بالصعوبات التي ستواجه دخول السعة الجديدة الى الأسواق''· ويشار الى أن صناعة الألمنيوم الصينية ظلت تشهد نموا استثنائيا في السنوات القليلة الماضية قبل أن تضيف سعة جديدة بحوالي 35 في المئة في العام الماضي وحده الى مستوى 12,6 طن متري، وبات المحللون يتوقعون نموا اضافيا بمعدل 20 في المئة الى حوالي 15 مليون طن في هذا العام· إلا أن هنالك الآن حوالي 20 مصهرا للالمنيوم في الصين من بينها تلك التابعة لمؤسسة الصين للألمنيوم اصبحت تخطط لخفض الانتاج بنسبة تتراوح ما بين 5 و10 في المئة في الشهر المقبل وبشكل سيؤدي الى خسائر في الانتاج بحوالي 80 ألف طن متري· علما بأن هذه الشركات مجتمعة تسهم بحوالي 70 في المئة من اجمالي السعة الانتاجية للالمنيوم في الصين، ونتيجة لذلك عمدت سيتي جروب مؤخرا الى رفع سقف توقعاتها للأسعار في عام 2009 الى أكثر من 4 آلاف دولار للطن على خلفية النقص المريع في الطاقة وارتفاع أسعار الكهرباء· ويذكر أن الكهرباء تشكل حوالي ثلث اجمالي تكاليف الانتاج وبشكل يجعل من الألمنيوم المعدن الأكثر عرضة لتقلبات أزمات أسعار الطاقة العالمية· ويقول الآن هيب المدير الإداري لدائرة السلع العالمية في مصرف سيتي جروب في سيدني ''إن هذا الأمر يفسر لماذا اصبحنا نتوقع أن يصل سعر الألمنيوم الى دولارين للرطل الواحد في عام 2009 لأننا نعتقد أن كميات كبيرة من السعة الصينية الجديدة لن تتمكن من دخول السوق بسبب النقص في الطاقة''· ومن الناحية الظاهرية فإن سوق الألمنيوم تبدو في أفضل حالاتها حيث يحظى بمستوى جيد من التزويد بالمعدن لدرجة أن لا أحد يمكن أن يتوقع نقصا محتملا بكمية تبلغ 80 الف طن في القريب العاجل، كما أن المخزون في المستودعات حسب بورصة لندن للسلع يزيد على المليون طن· إلا أن صعود أسعار النفط والفحم الى مستويات قياسية مؤخرا والتي يمكن أن تجبر الشركات المنتجة على إغلاق المصاهر العالية التكلفة بالاضافة انقطاعات الانتاج المستمرة في الصين وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا اصبحت جميعها تلقى بظلالها على فائض الانتاج في السوق والذي حدده بنك ماكواير مؤخرا بمستوى لا يزيد على 800 ألف طن· وهذا النقص في المعروض يمكن أن يتفاقم بسرعة متى ما استمرت مشاكل الطاقة في الصين والى درجة أكبر من ذلك في حال الفشل في جلب السعة الجديدة إلى الأسواق· وكانت انقطاعات الطاقة التي حدثت في أوائل هذا العام والتي ارتبطت بالنقص في إمدادات الفحم وشح الاستثمارات في سعة الشبكة الجديدة قد اجبرت مجموعة اسكوم الحكومية القابضة في جنوب أفريقيا على خفض امداداتها الكهربائية الى مصاهر شركة بي اتش بي بيليتون في المنطقة· وكذلك فقد ادت المشاكل في هذه الدولة إلى تعليق خطط شركة ريو تينتو الرامية لإنشاء مصهر عملاق بسعة 360 ألف طن· وفي حال تراجع المخزون إلى مستويات بالغة التدني فإن الأسعار سوف ترتفع الى أكثر من ثلاثة اضعافها حيث سيعتمد ذلك على ما سيحدث ايضا الى المعادن الأساسية الاخرى مثل النحاس كما يشير ديفيد ثيرتل المحلل في مصرف بي ان بي باريبا· ومضى يقول: ''إن سعرا بقيمة 4 آلاف دولار أو أكثر من ذلك اصبح مجرد أمر يحدده الوقت''· والى ذلك فإن تواتر الأنباء عن خفض الانتاج بالاضافة الى المضاربات التي سوف تستمر الى اكثر من شهر واحد باتت تأتي في الوقت الذي تشير فيه البيانات الخاصة بشهر يونيو عن مستويات مرتفعة لصادرات الالمنيوم ومنتجاته في الصين· عن ''وول ستريت جورنال'' ومنذ العام 2006 استمرت الحكومة الصينية في إلغاء إعفاءات التصدير وفرض ضريبة صادرات بهدف عدم تشجيع المزيد من النمو في الصناعات التي تعتمد أكثر على الطاقة، إلا أن إعفاءات الصادر من الألمنيوم مازال معمولا بها· وفي حال أن تمخضت مشاكل الطاقة عن نقص في الألمنيوم في الصين وعمدت الحكومة الى اتخاذ المزيد من الإجراءات الهادفة لعدم تشجيع الصادرات فإن بقية العالم سوف تواجه عجزا كبيرا في هذا المعدن بحيث ترتفع الأسعار الى أكثر من 4 آلاف دولار للطن في وقت قريب
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©