مَنْ مِنّا لم يقرأ ويسمع ويفهم أن هناك تحولاً دراماتيكياً، حطَّ رحاله في المنطقة وسادت روح أشبه بالغيمة التي تريد أن تحجب الشمس، ولا تمطر، غيمة تدفع ذيولها فئة خرجت من بيننا، وتأزرت عقيدة خالفت المعقول وناهضت الحقيقة وحادت عن الحق·· فئة لم تأتِ من فراغ بل هي افراز حقيقي لصمت مطبق من جهات ومؤسسات معنية بالشأن الوطني، مشمولة بتحقيق الأهداف الوطنية الساعية لضرب كل ما يمس بالوجدان والعقيدة والمنهج· جمعية الصحفيين وهي أمام هذا المشهد الأليم رُفعت الأقلام وجفت الصحف واتخذت مكاناً قصياً في زاوية متناهية البعد، واقتعدت كرسياً رمادياً ونظارة شمسية سوداء داكنة كي لا ترى ما يجري على الساحة، على الرغم من أن من الأهداف الأساسية لهذه الجمعية التصدي لكل ما هو مُعيب ومُخيب للآمال، والوقوف جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف مع أبناء الوطن الذين يتعرضون لحملة شعواء شوهاء، تريد أن تسمم العين برمد الأفكار البالية وتقصم الآذان بتأويلات لا علاقة لها بواقع الإمارات وثقافة أهلها وعادات شعبها وقيمه مبادئه·· جمعية الصحفيين وهي تضم أقلاماً وأعلاماً من أبناء الوطن أمام واجب مقدس عليها أن تتبوأ منصته وأن تنيط لنفسها دوراً ريادياً في المجابهة والمواجهة وإزالة الأقنعة وتعرية الوجوه دون ريبة أو مرية، أو تخاذل أو انكفاء خلف مبررات واهية، واهنة، عاهنة، لا تخدم صديقاً أو حبيباً، نقولها بكل وضوح إذا لم يع الصحفيون وجمعيتهم الموقرة دور التكاتف والتضامن في هذا الظرف التاريخي الهام فإنه لا مبرر لوجود هذه الجمعية، طالما لم تسع لوضع استراتيجية تؤسس على كاهلها خط التلاحم مع الجهات الأخرى ذات الشأن لرفع الظلم عن الوطن وإزالة الغبن عن المواطن الذي بات مُهدراً في عقيدته وفكره من فئة اتخذت من الشطط طريقاً ومن الصلب منهجاً ومن التصلب مبدأ، ومن الهستيريا تياراً يأخذ مياه البحر باتجاه غايات ونوايا غير محمودة·· جمعية الصحفيين صرح مهم واستقامته في وجه الانحناءات والالتواءات العكرة مسألة لا تقبل القسمة على اثنين، ذلك فإن الواجب يستدعي الآن أن نخوض معاً معركة الوجود لإثبات حق وانتزاع حقيقة يريد فريق مضلل أن يخطف ويهرب ويقود المجتمع إلى انهيارات بائسة مدمرة تطيح بكل إنجازاته المذهلة ونجاحاته المبهرة·· ليتحول الوضع إلى عش للدبابير·· ولكن بالصحوة الواثقة واليقظة الواعية والاتكاء على الثوابت والمرتكزات يستطيع الوطن وبأبنائه المخلصين أن يعبر الطريق بلا كبوات أو عثرات أو عقبات·· يستطيع الوطن أن ينأى عن حرارة الهستيريا الفكرية اللاهية، اذا أثلجت الصدور المؤسسات ذات الشأن وتبوأت دورها وعملت بإخلاص ووضوح دون ضبابية أو ترهل في المواقف·