بصراحة المفروض في بعض الإخوان المسؤولين في دوائر الماء والكهرباء في مناطق كرأس الخيمة وعجمان التزام الصمت أمام عجزهم الواضح والمكشوف في التعامل مع مشكلة انقطاع الماء والكهرباء في مناطقهم، بدلا من سوق تلك الأعذار والمبررات التي تحسب عليهم لا لهم، وهي مبررات واهية سمعنا بها منذ ظهور الأزمة على امتداد سنوات عدة· ومنذ ان أطلت هذه الأزمة برأسها في رأس الخيمة تحديدا، ونحن نسمع قصة الضغط على حامل أثقال التيار الكهربائي والكابلات، التي تسبب في انقطاع الكهرباء، مما يدفع بالأهالي لاصطحاب أطفالهم وأسرهم في نزهة إجبارية واضطرارية بسياراتهم، أو اللجوء إلى المراكز التجارية ذات المولدات الكهربائية الخاصة· يوم امس الاول وبكل بساطة ارجع مصدر رفض ذكر اسمه في الهيئة الاتحادية للمياه والكهرباء بدبي انقطاع التيار الكهربائي، وبصورة متكررة ومتقطعة إلى كثرة الأحمال التي واكبت ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة· وكأن المتحدث يحدثنا من سيبيريا، ولا يعلم ان صيفنا شديد ولاهب الحرارة، والرطوبة عندنا مرتفعة· ثم يظهر متحدث آخر ويقول ان الزيادة السكانية الكبيرة وراء ارتفاع الطلب على الكهرباء والماء، وان المحطات القائمة عاجزة عن مواكبة هذا الاقبال المتزايد، وكأنما يريد منا إلغاء شيء اسمه التخطيط من عقولنا، وابجديات التخطيط تدعو الى وضع مسألة الزيادة في الاستهلاك في الحسبان لدى التعاقد على تنفيذ محطة لتوليد الكهرباء أو تحلية المياه· وبكل بساطة يريد منا ان ننتظر بيانه ''التاريخي'' حول ما يجري، والاجراءات التي ستتخذها الهيئة· ولأول مرة نسمع عن أعطال خارجية واخرى داخلية كأسباب يتم تقاسمها في ما يحدث· وقال مصدر مسؤول آخر في فرع الهيئة برأس الخيمة ان الانقطاع الذي حدث ''عام''، ولا دخل لإدارته فيه، وانه ليس نتيجة اعطال داخلية يمكن اصلاحها، يعني بالعربي الفصيح ''يا جماعة صبروا علينا''· ولكن الى متى سيصبر من يجد اطفاله يسبحون في بحر من العرق، والظلام يلف منزله، وزاده قد تلف داخل الثلاجات الهامدة· كما أن أزمة الكهرباء في رأس الخيمة والفجيرة وعجمان جعلت بناء المساكن سواء للاستثمار او السكنى مشاريع أحلام مؤجلة لأصحابها الذين تحول صبرهم الى تجرع الصبر، خاصة لأولئك الذين اقترضوا من البنوك لتحويل هذا الحلم الى حقيقة· وحظ أهلنا في تلك المناطق من المياه لا يقل عن الكهرباء، وتستمر في سماع ذات الأعذار والمبررات، وتحولت الاسر الى زبائن دائمين لأصحاب سيارات ''تناكر'' المياه· ومن التصريحات الباردة الى الاجواء الساخنة لا تلمس جدية في معالجة الامر، والدليل هذه الاوضاع التي يظهر معها مسؤولونا في الكهرباء والماء هناك، وكأنما الصيف يفاجئهم، ولا يعرفون متى يبدأ وينتهي صيف الامارات، ولو كانوا خبراء مستوردين لعذرناهم، ولكنهم منا ''ظهر وبطن''، ومع ذلك لا نسمع منهم إلا هذه الاسباب الواهية وغير المقنعة التي سئمها الاهالي، ومعها تبخرت أحلامهم في نسمة باردة، لأنهم يعيشون كوابيس ''ليلة صيف'' طويلة جدا جدا جدا·