في هذه الليالي المباركة من ليالي الشهر الفضيل، تنعقد المجالس والملتقيات التي يحرص عليها الجميع على اختلاف المستويات، وفيها من الدروس والعبر الكثير من ملامح وصور الروح السامية لشهر رمضان والقيم التي جبل عليها الآباء والاجداد. ففي مجالس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من صور التواصل الاجتماعي والوفاء الشيء الكثير، وفي المحاضرات العلمية التي تنعقد خلال ليالي الشهر الكريم في مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فوائد جليلة وهي تستضيف علماء أجلاء وباحثين ومحللين متمكنين في مجالاتهم، يبحرون بنا في شتى ميادين العلم والقضايا المعاصرة من حوارات الاديان وحتى التجديد في الفكر المعاصر مرورا بتعزيز الجهد البشري لمواجهة الاوبئة والامراض. ليلة الاربعاء الماضي كانت ثلة من رجالات الرعيل الاول ووزراء سابقين ضيوفا على مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في لفتة تعبر عن الاعتزاز بإسهامات هؤلاء الرجال في المراحل الاولى من مراحل بناء الدولة. وهي تمثل دعوة اعتزاز بما خدم وقدم خلال مسيرة عطائه لتعزيز بناء الوطن كل في موقعه. وقد كان احتفاءً بجهد هؤلاء الرجال وغيرهم في مواقع مختلفة من مواقع العمل والبذل والعطاء. ولم يكن مثل هذا الاحتفاء الاول من نوعه، وهو يتجدد اليوم في تذكير للجميع، بأن هناك رجالا خدموا وأخلصوا ومن واجبنا التذكير بهم بين الفينة والاخرى، وهم بيننا، نظير ما قدموا على اختلاف حلقات ودرجات المسـؤولية. ومع ألق هذا الاحتفاء الذي يفترض ان يسود بيننا وفي مختلف مرافق العمل، تتبدد الصورة التي يحاول البعض إبرازها، وافتعال جفوة بين أجيال ومراحل تعاقبت على المسؤولية العامة، والنظرة الى الوظيفة والى من خدم فيها في مرحلة من المراحل. وقد كان لرجال الاعلام نصيب من حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الالتقاء بهم في مجلسه الرمضاني سنويا، في لقاء يتجدد يحمل كل معاني الدعم والتقدير والاحتفاء برجال الاعلام وحملة الاقلام. في اجواء تعبر عن مقدار التواصل من اعلى مراتب السلطة مع الاعلام ورجالاته، وتأكيد على ضرورة توظيف هذا التواصل لترسيخ مناخات الشفافية التي تعد البيئة الصحية والصحيحة لانطلاق العمل الاعلامي نحو آفاق رحبة، تعزز المكتسبات التي تحققت ضمن مسيرة العطاء والنماء على ارض الامارات. إنها مجالس الخير والمحبة التي تشكل جزءا أصيلا من نسيج مجتمع الامارات عنوانها التواصل والتراحم والتشاور، وهي من الموروثات الاصيلة التي تشكل شخصية ابناء الامارات عبر العصور. وما الحرص على هذه المجالس الطيبة وما تحمل من دلالات وعبر الا تجسيد للتمسك بالهوية الاصيلة لمجتمع الامارات رغم تغيرات وتبدلات العصر