توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله باستمرار السماح للأشقاء السعوديين بدخول الدولة والخروج منها باستخدام البطاقة الشخصية، وفقاً للاتفاقية المنظمة لذلك، ورغم الاجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية من جانب واحد بمنع دخول مواطني الإمارات للأراضي السعودية باستخدام بطاقة الهوية. رد حكيم يعبر عن نهج حكيم للإمارات منذ تأسيسها، واختطته لنفسها منهاجا في التعامل مع أعقد القضايا وفي مختلف الظروف. نهج يقوم على تعزيز الصلات والوشائج وعدم بناء قرارات انفعالية والانجرار خلف مواقف غير مدروسة. نهج باتت له سماته وخصائصه يعلم الآخرين فن الاختلاف الذي يحرص على ألا يفسد أي اختلاف سبل التواصل والتلاقي بين الأشقاء. وهذه التوجيهات السامية والرد الحكيم ليس بجديد على الأرض التي كانت مهدا لقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشهدت ولادته وانطلاقة مسيرته. ولم يكن هذا الرد الحكيم الحليم بجديد على قيادة وطن سباق دوما في تطبيق مبدأ استخدام بطاقة الهوية في التنقل بين الاشقاء تجسيدا لقناعة الامارات بدعم كل اجراء وعمل من شأنه دعم روابط ووشائج الاخوة بين شعوب دول المجلس. رد حكيم حليم من الإمارات التي لا تنجر للمواقف الانفعالية أو المعارك الإعلامية الجانبية، وإنما العمل بدأب وجهد لما فيه النفع والخير للجميع. نهج راسخ اصيل حقق للإمارات ما تنعم به من مكانة إقليمية ودولية رفيعة، وما تحقق لأبنائها من تقدم ورخاء وازدهار. لقد كان تصرف الأشقاء في المملكة غريبا ومستهجنا بتعليق تنقل أبناء الإمارات بالبطاقة الشخصية عبر الحدود السعودية بزعم ان البطاقة تحمل خريطة يقول الجانب السعودي إنها تخالف اتفاقية عام 1974. وهي الاتفاقية التي نعلم جميعا المخاض الذي مرت به. ومنذ أن قالت الإمارات كلمتها فيما يتعلق باتفاقية الوحدة النقدية الخليجية واختيار مقر المصرف المركزي الخليجي ونحن نفاجأ بين الفينة والأخرى بتصرفات وممارسات من جانب الأشقاء في المملكة لا تدل على استيعاب حقائق الواقع وديناميكية التطور التاريخي، ومازلنا نتذكر الطوابير الطويلة من الشاحنات التي علقت عند الغويفات، في وضع غير إنساني بالمرة. وتسبب هذا المسلك الغريب في وضع العشرات من مواطنينا هناك في وضع صعب، ونحن في شهر كريم يشهد تزايد الاقبال من أبناء الدولة لزيارة الديار المقدسة. تعامل الامارات مع هذه الازمة منذ بدايتها جاء واعيا ومسؤولا، وهي تدعو رعاياها إلى استخدام جوازات السفر عند عبور الحدود السعودية. وكشفت تصريحات سفير الدولة لدى المملكة غرابة موقف «الشقيق الاكبر»، وهو يشير إلى اطلاع الجانب السعودي على نموذج بطاقة الهوية الاماراتية قبل التوقيع على اتفاق تنقل مواطني البلدين الشقيقين بالبطاقة. رد حكيم حمل أبلغ درس في صون واحترام الاتفاقيات الموقعة بين الدول، واقوى تعبير للحفاظ على قوة الروابط التي تجمع الاسرة الخليجية، وهو ليس بالجديد على الامارات التي توحد ولا تفرق وتجمع ولا تشتت، وغدت انموذجا تنمويا مزدهرا. واللهم أدم علينا نعمك، «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً» صدق الله العظيم.