الكرامة السوري أحد أبرز الوجوه الكروية في بلد يعشق كرة القدم حتى النخاع، ولكنه لم يعرف حتى الآن كيف تؤكل كتف البطولات الكبيرة، ولم يعرف كيف يضع اسمه «كرويا» بين الكبار العرب والآسيويين. الكرة السورية محترمة دائما، لكنها ليست مرهوبة الجانب، يمكن أن تخسر من أي كان، ويمكن أن تقارع أيا كان وهذا هو ديدنها، منذ 30 عاما ويزيد شاركت في كأس العرب بالعراق 1966 وحلت ثانية بعد الدولة المضيفة، وهي تهوى مركز الوصيف أو الثالث، وقدمت اسماء كبيرة في عالم الكرة ولكن كل الاسماء لم تشع أو تلمع عربيا مثل موسى شماس وفارس سلطجي وهيثم برجكلي وطاطيش وأبو غربو ونزار محروس ووليد أبو السل وعيد بيرقدار وجورج مختار ومالك شكوحي وعبدالقادر كردغلي ونادر جوخدار ومحمد عفش ورضوان الشيخ حسن، وحاليا فراس الخطيب وجهاد الحسين وعاطف جنيات وماهر السيد وعبدالفتاح آغا، والراحلين أحمد عيد وآفاديس وكلهم سوبر ستارز، ولكن تسويقهم عربياً كان تحت الصفر لأن الأنظمة والقوانين غير واضحة وغير مواكبة للعصر، ولهذا خرج السوريون من مولد أول موسم احترافي لدوري أبطال آسيا بدون حمص، ولم يتأهلوا إلى نهائيات كؤوس العالم، وربما كانت وصافة بطولة العرب في الاردن 1988 هي أبرز ما قدمه السوريون لأنهم هزموا المنتخب المصري، وخسروا بالجزاء في النهائي أمام العراق. وحده الكرامة (مع كامل احترامي للجيش بطل كأس الاتحاد الآسيوي والوحدة وصيفه والاتحاد صاحب أكبر جماهيرية سورية والمجد والطليعة اللذين قدما عروضا جيدة في البطولة العربية ) وحده الكرامة صنع التاريخ الكروي السوري وبات اللاعب السوري مطلوباً عربياً، وكذا المدرب وصرنا نشاهد فريقاً سورياً يقارع أبطال الإمارات وقطر والسعودية، ولن ننسى رباعيته في شباك الاتحاد السعودي يوم كان بطلاً لآسيا، ووصل للنهائي ولم يتوج. هذا الكرامة الذي أعاد كرامة الكرة السورية حاول البعض أن يضع كل العصي في دواليب مسيرته ولولا القيادة السياسية لدخل هو الآخر نفقاً مظلماً لا نعرف أوله من آخره، الكرامة الذي يتواجد حاليا في الإمارات للمشاركة في دورة رمضانية لنادي النصر يضع كأس الاتحاد الآسيوي نصب عينيه ولكنه قد لا يرى هذه البطولة نهائياً بعدما تاهت كرة بلاده في أنفاق «الفيفا» والآسيوي بعد حل الاتحاد السوري ثم طي القرار ثم استقالة نصفه ثم تشكيل اتحاد مؤقت. ويبدو أن «الفيفا» لم يعجبه ما حصل وقد تصدر قراره بإيقاف النشاط الكروي السوري إن لم يقتنع بما حدث ويحدث، فيما مازال جهابذة التخطيط الكروي هناك يفكرون في طريقة تستطيع هذه الكرة معها أن تكون مثل جيرانها وأقرانها واغلب الظن أنهم سيحتاجون قرنا آخر من الزمن ليفكوا طلاسم الكرة وألغازها، وما على الصابرين إلا الدعاء للمخططين بأن يفتح الله على بصيرتهم، قولوا آمين يا رب العالمين.