اتفقت الآراء في «مجلس مطر الطاير» على أن الإدارة تمثل حجر الزاوية في العملية الاحترافية، و«فتش» عن الإدارة تعرف سر نجاح هذا النادي وسر فشل وتراجع النادي الآخر. * ومهما بذلنا من جهود في سبيل ترسيخ مفهوم الثقافة الاحترافية لدى اللاعب والجمهور والإعلام والتحكيم، دون أن يحترف الإداريون فإن خللاً سيصيب المنظومة، والاحتراف الإداري هنا لا يعني مجرد التفرغ، بل أن تكون لدى ذلك الإداري ثقافة احترافية كاملة فيما يتعلق بكل الجوانب الأخرى. * * وكم من الأندية، في سنة أولى احتراف، دفع فاتورة غياب الفكر الاحترافي، برغم أن كل الإداريين - وبلا استثناء - كانوا يتسابقون في الإدلاء بتصريحات تبدأ بكلمة احتراف وتنتهي بكلمة احتراف، دون أن تكون لدى معظمهم رؤية احترافية واضحة. * * وأذكر أنه قبل انطلاق دوري المحترفين في نسخته الأولى تم تنظيم عدة ندوات عن الاحتراف شهدت غياباً شبه كامل من إداريي الأندية وكأن الأمر لا يعنيهم. * * كما أن ما نتابعه الآن على أرض الواقع فيما يخص استعدادات الأندية للموسم الجديد لا يوحي بمزيد من التفاؤل، حيث لم نسمع عن ورش عمل داخل الأندية لتفعيل العلاقة بالجماهير أو بزيادة الوعي التحكيمي لدى اللاعبين باستضافة خبراء التحكيم ليقدموا شرحاً وافياً عن التعديلات الجديدة، وأسلوب التعامل مع الحكام، بما لا يضع اللاعبين تحت طائلة العقوبات والإيقافات، وغيرها من الأمور التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الاحترافية، ومن بينها الأفكار التسويقية الحديثة التي من شأنها أن تعين الأندية على تأمين مداخيل تساعدها على الوفاء بالتزاماتها في زمن يرفع شعار «البقاء للأقوى» والأغنى والأكثر قدرة على مواجهة تعقيدات التحولات الجديدة. * * وصدقوني فإنه إذا لم يستوعب الجميع دروس «سنة أولى احتراف» فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه، وستنحصر المنافسة بين الأربعة الكبار، الأهلي والجزيرة والعين والوحدة، وليبحث الآخرون عن مراكز الوسط أو يتصارعون على المركز العاشر بعيداً عن دوامة الهبوط! * * * * * * لم يعد يفصلنا عن انطلاق الموسم الكروي سوى شهر واحد، ومع ذلك فإن معظم الأندية لا يزال يبحث عن استكمال تعاقداته فيما يتعلق باللاعبين الأجانب! * * ولا شك في أن التأخر في التعاقدات يمكن أن يفرض على الأندية أن تغامر بالتعاقد مع لاعبين أقل من مستوى الطموح، نظراً لضيق الوقت، وكم من التجارب السابقة جانبها التوفيق وأثبتت الأيام أن مستوى بعضهم أقل من مستوى اللاعبين المواطنين، فبدا الموقف وكأن الأندية دفعت أموالاً طائلة في «صفقات مضروبة» لم تسمن ولم تغن من جوع!