تابعت خلال اليومين الماضيين معاناة سكان المناطق الجديدة من مدينة الرحبة جراء الانقطاعات المتتالية في الكهرباء، والتي أثرت فيهم كثيرا . أحد الاخوة حدثنا من هناك خلال افطار امس الاول، وهو يقول انه يفطر مع عائلته على اضواء الشموع ووسط الحرارة والرطوبة المرتفعة. آخر قال ما كان يحز في نفسي طريقة تعامل طوارئ الكهرباء معنا، حيث يرد جهاز للرد الآلي على المتصلين ويبلغهم ان فرق الطوارئ تعمل على إصلاح العطل الذي سيتم قريبا، وتمضي الساعات بطيئة متثاقلة عصيبة على الاهالي والسكان هناك. ولا حل حتى عاد التيار بعد ساعات ولكنه لم يصمد كثيرا لينقطع من جديد وتتواصل الدوامة. أصحاب المزارع الكثيرة في تلك المنطقة كان لهم نصيب وافر من الانقطاعات المتتالية للكهرباء في تلك المنطقة، وبالأخص الذين يقومون بتربية بعض انواع الطيور والدواجن والارانب. وقد استغربت من ردود بعض المعنيين بالامر في شركة ابوظبي للتوزيع. ففي البداية قالوا ان الانقطاع كان طارئا ولمرة واحدة، ولكن مع تكرار الانقطاعات تغير الحديث الى موضوع آخر يتعلق بتركيب كابل جديد، ثم أصبح الكلام مع استمرار المعاناة يتجه نحو تحميل الاهالي المسؤولية عما يجري، وبأنهم قاموا بإضافات في منازلهم ولمزارعهم بحيث تسببت في زيادة الاحمال على «الكابل» الرئيسي الذي يغذي المنطقة، ولم يعد يتحمل الضغط ما تسبب في حدوث هذه الانقطاعات المتكررة . وكل هذا لا يمنع الشركة من تحمل مسؤولياتها عن الامر، فالتوصيلات والتمديدات كانت تتم بعلمها بدليل انها لم تتخلف يوما عن ارسال الفواتير للمشتركين، وهي تعلم تماما بالاستهلاك الطبيعي للمنزل الشعبي من دون اضافات، وكذلك للمزارع التي اقيمت بعلم وترخيص من الجهات المختصة، بل هي من وزعها على السكان، الامر الذي يعني انه يفترض ان يكون كل ذلك خاضعا لتخطيط الشركة وهي تخصص حجم الطاقة الكهربائية المطلوبة لهذه المنطقة او تلك من المناطق الحضرية. خاصة أن هذه المنطقة، أي الرحبة، من المناطق الجديدة نسبيا من المناطق السكنية الواقعة خارج جزيرة ابوظبي . كما ان ما جرى يشير الى غياب المتابعة الميدانية من قبل مفتشي ومراقبي الكهرباء الذين يفترض بهم التصدي لأي تجاوزات قد تتم، بدلا من ترك الامور هكذا، وحين تحدث انقطاعات كما هذه التي تعاني منها الرحبة اليوم، تظهر التبريرات والتفسيرات الجاهزة. فأن تنقطع الكهرباء عن منطقة سكنية جديدة في ابوظبي لمدة ست ساعات متقطعة في يوم واحد امر غير مقبول ولا مبرر من جانب شركة وهيئة لديها كل هذه الامكانيات المادية والبشرية. والتي كنا نتوقع معها أن مسائل انقطاع الكهرباء قد اصبحت شيئا من الماضي البعيد. والذي نأمل معه ايضا ان يكون درس كهرباء الرحبة قد تم استيعابه جيدا، حتى لا يتكرر في هذه المنطقة او غيرها من مناطق وضواحي العاصمة.