* لم يشأ المهندس مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي أن يفوت فرصة الشهر الفضيل من دون أن ينظم مجلساً رمضانياً ضم نخبة من قياداتنا الكروية لمناقشة ملف «سنة أولى احتراف» بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات، أملاً في أن تكون سنة ثانية احتراف أقل أخطاءً. * * وعلى الرغم من اتفاق الجميع على أنه من الطبيعي أن تعترض التجربة في بدايتها العديد من الصعوبات والمشكلات، إلا أن الموقف يوحي بأننا ندور في حلقة مفرغة، فعلى الرغم من أن حديث السلبيات لم يتوقف منذ نهاية المسابقة الأولى قبل ثلاثة أشهر إلا أنه لا تلوح في الأفق بوادر رغبة حقيقية في تغيير الواقع الذي تجسده مقولة إن دوري الإمارات ليس سوى «صناعة إعلامية»! * * وعندما يطالب يوسف السركال نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية بضرورة الاستعانة بـ»بيت» خبرة عالمي لتقييم التجربة الأولى ورصد سلبياتها وإيجاد الحلول الكفيلة بالحد منها، فإن هذا الاقتراح وعلى الرغم من وجاهته كان يجب أن يواكب التجربة برصد كل أبعادها على أرض الواقع وأن يقدم «بيت الخبرة» تقريراً وافياً وشافياً عن أحوال المسابقة فور انتهائها، حتى نعكف طوال فترة الصيف وما أطولها - بسبب شهر رمضان - على تنظيم ورش عمل لتصحيح الأخطاء حتى ننطلق أكثر قوة مع الموسم الجديد، أما أن نتحدث الآن عن الاستعانة بـ»بيت الخبرة»، قبل شهر واحد من انطلاق الموسم فإننا نكون قد أضعنا كثيراً من الوقت، من دون أن نستثمر فترة ما بين الموسمين بالشكل الصحيح. * * أما الحديث عن الإحجام الجماهيري فبات أشبه بـ«أسطوانة مشروخة» بعد أن شهد الموسم الأول للاحتراف تراجعاً جماهيرياً حتى أن 300 ألف مشجع فقط حضروا 132 مباراة في دوري 2009 وأن أكثر من 50 مباراة شهد كل منها ما لا يقل عن ألف متفرج وهو ما يزيد على عدد حضور بعض الدورات الرمضانية! * * وعلى الرغم من أهمية التفاعل الجماهيري في إنجاح المسابقة فإن الأندية ركزت جهودها في إعداد لاعبيها للموسم الجديد، من دون أن تنظم لقاءات مع روابط مشجعيها، من أجل تحديد أسباب تلك الظاهرة الجماهيرية السلبية، ووضع استراتيجية لإعادة الجماهير إلى المدرجات مرة أخرى، حتى لا يبدو المشهد وكأننا نتابع مباريات «سرية»! * * ولا شك في أن الفرصة لا تزال متاحة أمام الأندية لمعالجة ذلك القصور الذي وضع الدوري الإماراتي في مرتبة عربية وآسيوية لا تليق بحجم الدعم الذي يحظى به سواء من خلال الصفقات القياسية، أو المدربين المشاهير أو الزخم الإعلامي الذي يوازي ما تحظى به أشهر الدوريات في العالم!