أن يحقق أي بلد نهضة اقتصادية راسخة وواثقة لا تحركها الرياح الاقتصادية الإقليمية والعالمية، فلابد من وجود بنية تحتية حاضنة وقوية لكل الإنجازات والطموحات التي ينحو نحوها البلد. في العاصمة أبوظبي دأبت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي على تعبيد الطريق لهذا النهوض الاقتصادي اليافع وتمهيد كافة السبل لتحقيق الحلم الكبير في صياغة بلد يشرع باتجاه المستقبل ويسرج جياد النهضة العمرانية نحو غايات الأمل والنصوع والتفوق وجودة التعاطي وتميز العطاء، وبفعل الجهود المخلصة وعرق السواعد الوطنية الصادقة استطاعت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي أن تمد تيار عطائها بطاقة لا ينطفئ ضوؤها وتشق قنوات من التفاني والبذل لتجعل من الصحراء واحة غناء ناهلة من الدورة الدموية لهذه الشرايين الحية النابضة حياة وبهاء ونماء وانتماء إلى العصر بكل فصوله ومفاصله الاقتصادية اليافعة المتوهجة بحقائق وأرقام. فمنذ إنشائها في مارس 1998 تولت الهيئة تنفيذ سياسات حكومة أبوظبي المتعلقة بقطاع الماء والكهرباء بما في ذلك خصخصة القطاع وبإشراف مباشر من سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الإدارة، وقد خطت إمارة أبوظبي نحو خصخصة هذا القطاع الهام والحيوي خطوة غير مسبوقة في دول المنطقة، إيماناً لما للخصخصة من دوافع وطنية وتنموية ومنافع تضع للمنافسة من أجل التفوق أولوية قصوى لتأمين مسيرة مظفرة لحضارة بلد بنى فكرة تطورت على أسس ثقافة التفرد وتأكيد النجاح في مختلف المجالات وأولها الاقتصاد، كونه العمود الفقري لأي تقدم وازدهار. ولتأمين هذا النجاح، قررت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي عام 1998 تنفيذ استراتيجية حكومة أبوظبي في المضي ببرنامج الخصخصة الطموح لهذا القطاع على مبدأ الشراكة مع كبرى الشركات الأجنبية، وذلك للاستفادة من الخبرات التكنولوجية العالمية وتوفير فرص العمل لمواطني الدولة، إضافة إلى توفير العوائد المالية وخفض تكاليف الإنتاج وتحسين نوعية المنتج وتخفيف الأعباء عن ميزانية الدولة. من هنا بدأت انطلاقة المشاريع الاقتصادية الكبرى ويأتي مشروع الطويلة A2 كباكورة للشراكات الكبرى الناجحة والذي حاز على جائزة مجلة MEED وجائزة مجلة PROJECT FINANCE ومجلة EUVO MONEY، ثم تتوالى المشاريع الضخمة الأخرى كمشروع الشويهات S1 ومشروع أم النار، ثم في 2005 مشروع الطويلة «ب»، وفي 2006 يأتي المشروع السادس، الفجير F1 وتبع ذلك مشروع الفجير F2، وكما أن مشاريع العاصمة أبوظبي قد دخلت ضمن فضاءات واسعة وتفرعت أغصانها وأينعت فروعها في كل نسق من أنساق الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، فإن الأقدام تقف ثابتة والقلوب رابطة الجأش والعقول متحفزة نحو مزيد من الإشراق والتألق والتسامي وخلق حالة معيشية واجتماعية في غاية الأناقة واللباقة والاطمئنان والأمان ولا يتطلب من الإنسان إلا الحفاظ على هذا المنجز الحضاري بمزيد من الحرص على حمايته ورعايته من الإسراف والتبذير في الاستهلاك واعتبار الماء الذي جاء من صلبه كل شيء حي، ومن الكهرباء التي تعتبر شريان الحياة ووريدها، وسام شرف لبقاء واستمرار الحياة بلا منغصات، فهذه الجهود الجبارة التي تبذل تتطلب من الناس وعياً بأهميتها ودراية بقيمتها وانتباهة إلى مغزى قوتها وعافيتها. نتمنى أن يكون كل منا على مستوى المسؤولية والالتزام بحقيقة هذا الإنجاز.