لايمكن لأي مراقب محايد أن يقول إن بداية الموسم الكروي الإماراتي في موسمه الاحترافي المفترض الثاني كانت مثالية أو قريبة من المثالية، ويبدو أن التنسيق كان معدوما أو ليس بالمستوى المأمول بين الجهتين الناقلتين للدوري وهما أبوظبي الرياضية ودبي الرياضية بشأن تحديد مواعيد المباريات وتقسيمها على يومين أو على ثلاثة، وهو مابدا واضحاً من خلال ردود الفعل المباشرة أو المبطنة التي ظهرت خلال القرعة وما بعدها. ومن حيث المبدأ، فالتنسيق واجب وضرورة حتمية بين الجهات الناقلة والمسؤولين عن الدوري إن كان رابطة المحترفين أو الاتحاد أو جهة مسؤولة عن وضع الجداول وحتى التوقيتات، فعندما دخلت قناة سكاي رعاية الدوري واخترعت التشفير في إنكلترا غيرت من شكل الجدول بما يتناسب مع المبالغ الهائلة التي دفعتها وصارت المباريات تلعب سبت وأحد وإثنين وثلاثاء وبمواقيت مختلفة، وبعض الأندية مثل ريال مدريد يطالب المسؤولين عن الدوري الإسباني بتحديد مواعيد تناسب شرق آسيا حيث له عشاق كثر ومشتركون في قنوات رياضية من أجل عيون الريال، أي أن المسألة التجارية والتسويقية يجب أن تكون حاضرة في البال دائما والتنسيق حولها لايقبل الجدل. بنفس الوقت أرى أن تقسيم المباريات على ثلاثة أيام يصب في مصلحة القنوات الناقلة لأنه يزيد من نسب مشاهدتها ويوزع جهودها على عدة أيام، وهو أمر بديهي فالدوري الإنكليزي يحاول أن يوزع مباريات أهل القمة بحيث لاتجري في يوم واحد لهذا يُعطي الفرصة للجماهير وعشاق الدوري الإنجليزي بمتابعة ليفربول وآرسنال وتشيلسي ومانشستر يونايتد على مدى أيام متباعدة أو أوقات مختلفة وابسط مثال لمن أحب الاستشهاد بالدوري الإنكليزي، فالمرحلة الثالثة بدأت السبت بست مباريات من بين كبارها مانشيستر يونايتد وآرسنال، ويوم الأحد كان موعد توتنهام 12.30 بتوقيت جرينيتش يليه أيفرتون مع مستضيفه بيرنلي الساعة 14.00 ثم فولهام مع تشيلسي الساعة 15.00 المرحلة توزعت على 3 أيام بلقاء الإثنين بين ليفربول وآستون فيلا الساعة 19.00 أي لقاء سهرة. إذن نلاحظ التنوع في الأيام والمواعيد لهذا وجدنا اختلافا في الرضى بين ناقل وآخر ربما بسبب البرامج المختلفة والتغطيات المتعددة لكلا الناقلين. أعتقد أن الجمهور الإماراتي هو الفائز الحصري من مسألة توزيع المباريات على ثلاثة أيام وأيضا الجمهور المحايد الذي يحب أن يرى الجزيرة والعين والوحدة والنصر والوصل والأهلي وهم يلعبون بدون أن يُضيّع واحدا منهم وتوزيع المباريات يعني إبقاء الجمهور الرياضي منشغلا معظم أيام الأسبوع. فقبل المباريات هناك قراءة للمواجهات وتحضير للمنافسات وحديث عن أبرز النجوم وخلالها هناك الحدث بكل إثارته وبعدها هناك تبعات الأحداث وأصداؤها، الاختلاف مفيد والنقاش ضروري والتجربة الإماراتية يجب أن تصل لرؤية واضحة وهي تدخل موسمها الاحترافي الثاني وهذا لن يكون سوى بتضافر كل الجهود وكل المشاركين في صناعة هذا الدوري.