صادف أول أيام رمضان إجازة نهاية الأسبوع وهذا أمر فيه رحمة خصوصا أن الحر والرطوبة يسببان العطش وجفاف الحلق. فإن كان الطقس مقدورا عليه غير أن العطش لايفيده إلا ترطيب الحلق بذكر الله. وكان الله في عون العاملين تحت أشعة الشمس وحرارة ورطوبة بقايا أغسطس ويا أصحاب الأعمال والأرباب أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. وتصدقوا على هؤلاء العمال أن لم يكن بالمال فليكن بتخفيف عنهم ساعات العمل النهارية.. رمضان هذا العام مختلف لأنه هل علينا ونحن في عز الصيف وسيكون كذلك للثلاثة أو أربعة أعوام المقبلة كونه في الصيف أعاد الذكريات إلى عجائز فريجنا اللاتي جمعتهن ليالي رمضان في منزل الوالدة الكبير عندما يستعدن ذكرياتهن يشعرن كالأبطال وأنا بينهن لا أجد في زماني إلا التناقضات فلا شيء يشعرني بالتفوق عليهن إلا التطور التقني الذي وصل إليه زماننا وهو أمر لا يهمهن ولا يبهرهن.. عرضت أشيائي أمامهن، آي بود، بلاك بيري، لاب توب، وتحدثت عن فيس بوك وتويتر وماي فيس لكنني لم اثر لديهن غير السخرية من حديثي الذي اعتبرنه رطانة غير مفهومة.. وعدن لذكرياتهن يعددنها.. الإفطار على الرطب في رمضان ذكرهن بالسنوات التي مر شهر رمضان بهن في فصل الصيف وأيام القيظ في العين حيث تتوفر كل الفواكه المحلية.. فتذكرن خبز الرقاق واللبن الطازج والسمن المحلي المعد في المنزل والهريس والثريد وأشياء ومأكولات أخرى شهية تجعلني أشعر بالجوع الآن. وضحكن على تهاتف الناس على التلفزيون الذي لا يجلب إلا التفاهات والمسابقات الفارغة والهم والحزن والاكتئاب فلا شيء يسلي ولا شيء يضحك كله هلس في هلس.. وضحكن كثيرا علي وأنا اقف موقف المدافع الدائم عن هذا الزمان الذي يرين أنه شوه كل ما هو جميل.. (اللهم إني صائم) أمل المهيري amal.almehairi@admedia.ae