في كل رقعة، في كل بقعة من بقاع العالم وأصقاعه، يهل هلالنا الأحمر، ويستهل بعطاء وسخاء، من أجل الإنسان في كل مكان وزمان.. قوافل الخير تحمل على أكتافها هموم الناس وحاجاتهم إلى الحياة الكريمة، وتأخذ بعين الاعتبار أن الحياة سلام ووئام، والتئام، وانسجام، ولا يحقق كل هذا الزخم من المشاعر إلا الحب، فتمضي هذه القوافل، تمد الأيدي بامتداد المدى، والكون الفسيح، فإذا كانت الأرض قد أحرقتها الحروب، والنزاعات العرقية والدينية والاثنية، فإن الإمارات تقف على الضفة الأخرى من التضاريس، تزرع الحلم الجميل رايات وغايات، وتبلسم الجروح بنثات من مطر التخصيب والتخضيب، وتلوين الوجوه بابتسامات مشرقات، يانعات يافعات ناصعات.. وتلهم القلوب بالفرح المعزز بعزة النفوس، وبلا منة تعطي، وبلا انتظار جزاء تمنح، وبلا قوة الشكر تجزل، بفضل ما جادت عليها السماء، وما أسخت به الأرض الطيبة.. هيئة الهلال الأحمر الإماراتية اليوم، رسالة الإمارات السامية إلى العالم، مرصعة بقلائد وقصائد، الحلم البهي، وبظرف مختوم على صفحته البيضاء نحن الإمارات رسل الصحراء، يعُن علينا الجميع، فنمنح ولا نمن، لأن العالم في مفهومنا أرض واحدة، يسكنها شعب واحد، اسمه الإنسان يستحق التكريم، والأمان والاطمئنان.. هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، تخوض حرباً ضروساً، ضد الفقر والمرض والجهل، وتمارس حقها في الدفاع عن الإنسان في أمكنته البعيدة القريبة، وتسير بخفة المزن الممطرة، تبلل ريق من شفه العطش، وتطفئ حريق من تشطى وتلظى تحت طائلة العوز.. قدرة فائقة على الالتقاء بالآخر، والتواصل، والتكامل، والتكافل، وصناعة الخير بجودة عالية، وبتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، ودعم لا محدود من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، تسرج الجياد، وبانحياز تام باتجاه الإنسان وبإصرار وعزيمة، وتصميم، لجعل الأرض البشرية خالية من ألغام الغبن، نقية من أشلاء الضعف، صافية من ضحالة الجهل معافية من أمراض الفقر، والشظف وتسير الأحلام الإماراتية مرفرفة، عازفة لحن الخلود في هذا الوجود، معلنة قدرتها على نشر الضوء في بقع الظلام وبث الأمنيات الخضر، في البقاع اليابسة العابسة، ومطاردة اليأس البشري، بأزاميل التفاؤل. هيئة الهلال الأحمر خضراء في عطائها، بيضاء في سخائها، شماء في تواصلها، رحيبة في تواصلها، خصيبة في انتمائها للإنسان، فلا دين ولا عرق، إلا عقيدة من كرمه الله على جميع خلقه، وسجدت له الملائكة.. لم يسجل التاريخ ولم يخطر ببال الكون أن سعت دولة بما تسعى إليه الإمارات من بذل هدفه إسعاد الإنسانية، وتحقيق أحلام البشرية، في حياة هانئة كريمة، وكبرياء عالية، وشيم شامخة، وأحلام لا تشوبها شائبة.. هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ساحة من الضوء، ساطعة في بقع العالم المظلمة، برؤية الناس الأوفياء سليلي النجباء، الذين ما قرت لهم عين، ولا اطمأنت نفس إلا باستتباب أمن الناس أجمعين، على ساحة القارات الخمس.