ويهل الشهر الكريم على أمة الإسلام.. فكل عام وأنتم بخير. وكما للشهر المبارك نفحات إيمانية تسري في نفوس الصائمين فتزيدهم صفاءً وخشوعاً وبركة وقرباً من المولى سبحانه وتعالى، فإن للرياضة والرياضيين شأناً في رمضان، والرياضة كما تعرفون أصبحت في زمننا الجديد حرفة وصنعة وأكل عيش ولم تعد مجرد هواية عبيطة أو مسرح للهو البريء، كما كانت تمارس في الماضي القريب..إذ إننا أيها السادة أصبحنا من أرباب الاحتراف.. نمارسه بغطاء حكومي وباعتراف شعبي وبهالة إعلامية تمتد من الأرض حتى تطال عنان السماوات المفتوحة! وعلى ما يبدو أن الشهر الكريم سيلعب دوراً مؤثراً في سنة ثانية احتراف.. فقد شاء من شاء وقرر من قرر أن يكون الشهر المبارك هو آخر حلقات الاستعداد لدوري المحترفين.. فبدلاً من أن تأتي الفرق من معسكراتها الأوروبية لتدخل في أعماق المنافسة مباشرة.. عليها أن تنتظر شهراً باكمله.. وتشاء الظروف أن يكون هذا الشهر هو شهر رمضان بنفحاته وخصوصيته.. ولأننا أصبحنا محترفين.. ولأننا أصبحنا من أصحاب التجارب «ما شاء الله»، فإن الكثير من الفرق المقتدرة بادرت إلى التكيف مع الظرف الديني من ناحية، وإلى معالجة الخلل الذي وقع فيه المشرع الذي غالى في تأخر بداية الموسم! وشرعت هذه الفرق في تنظيم دورات رمضانية «احترافية « إذا جاز التعبير، لأنها ليست على شاكلة دورات «الفراريج» التي كانت تقام أيام زمان، ومازال لبعضها بقية حتى الآن! هذه الدورات كانت علاجاً ناجعاً لاستكمال حلقة الاستعداد حفاظاً على مكتسبات فترات الإعداد المكلفة التي خاضتها كل فرق المسابقة. كلمات أخيرة لفت انتباهي أن فرق الإمارات في معسكراتها الخارجية أصبحت تلتقي بفرق أوروبية رنانة كان مجرد الاقتراب منها في السابق ضرب من ضروب الخيال.. وأعتقد أن المكاسب هائلة من مقابلة فرق بمكانة تشيلسي وبايرن ميونخ وروما.. ولا باس حتى لو كانت هذه الفرق تلاعبنا بفرق الرديف. من يحسن استغلال وقت الشهر الكريم سيكون له شأن مع بداية المسابقة ومن سيتعامل بمنطق الدورات «مال أول» عليه أن يستعد لدفع الثمن. قرات أن هناك خلافاً في تسمية دوري الهواة.. هل نسميه الدوري الممتاز أم نسميه دوري الدرجة الأولى؟ وعلى الرغم من أن المسألة شكلية لا تقدم ولا تؤخر إلا أن تسمية الأولى أوقع «مش معقول نقفز مرة واحدة من الثانية للممتاز»! على الطريقة الرمضانية تعامل اتحاد الكرة مع تصريحات يونس حسن.. وكأن صاحب القرار يقول في نفسه اللهم إني صائم