هناك دراسة قامت بها شركة «دوريكس» للواقيات، قامت بها قبل سنوات، والتي شملت 350 ألف شخص ونشرتها في المجلات العلمية المتخصصة، ولأن الموضوع قد يراه البعض حساساً، والحقيقة أنهم هم الحساسون، ومن أجل هؤلاء الحساسين، ولكي لا نجرح صيامهم خلال الشهر الفضيل، لذا لم يبق إلا اليوم، لكي أتطرق للموضوع الشائق، فاعذرونا إن لم يكن به فائدة ترجى أو متعة الابتسام على الأقل! هذه الدراسة أعلت من شأن الفرنسيين، وأثبتت تفوقهم في معدل ممارسة الحب عن جيرانهم الإنجليز، وأعدائهم التقليديين الأميركان، رغم أن ساركوزي يحاول أن يقرب بين الفرنسيين والأميركيين، ويحاول أن يعطي لفحولة الفرنسيين معنى، لكن رضا الفرنسيين صعب، وعلى ساركوزي حتى الآن أصعب، رغم أن نتيجة الدراسة تشير لصالحهم، حيث بلغ عدد المرات 137 مرة سنوياً، وجاء خلف الفرنسيين مهرولاً لاهثاً اليونانيون بمعدل 133 مرة، والمجريون الذين لا يسمع بهم وعنهم أحد، بمعدل 131 مرة، أما الأميركيون والذين كانوا متفوقين على العالم بمعدل 132 مرة قبل أربع سنوات، فإنهم تراجعوا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لأن الهزة أصابتهم في الداخل والعمق، فبلغت مراتهم 111 مرة فقط، متساوين بذلك مع الإسرائيليين، الساكتين عادة عن نشر مثل هذه المسائل، معتبرينها من أسرار التلمود، ولكنهم على كل حال متقدمون على الإسبان بمرة واحدة يتيمة، كانت كافية لقطع نَفَس الإسباني الذي يفضل الغداء الدسم و«الفينو والسانجريا» الباردة، والقيلولة الإجبارية التي تبدو بلا فائدة تذكر! أما دول جنوب شرق وأقصى آسيا، فإن المعدلات لا ترضي عدواً ولا تسر صديقاً، فمن غير المعقول أنهم يظلون يعملون في المصانع والشركات طوال اليوم، فالعالم اكتفى من الثلاجات والتلفزيونات، فليتهم ينتبهون إلى حالهم، وحال أسرهم، فنتائجهم غير مرضية تماماً في هذا الشأن، وياليتهم يساوون بها نتائجهم المتفوقة في الدورات الأولمبية على الأقل، فاليابانيون بكبرهم وعبرهم سجلوا 46 مرة في السنة فقط، وأكثر بلدين في آسيا وهما سنغافورة وهونج كونج واللتان لا تشكيان من أي مشكلات اقتصادية أو قلاقل سياسية، وأوضاع سكانهما مريحة ومرتبة، ومعدل دخل الفرد عال، فإن سكانهما لم يبرهنا، ويضاهيا قوة اقتصادهما العالمي، حيث سجلت الأرقام فقط 79 مرة سنوياً! الإنجليز لم يتفوقوا على العالم، إلا بالكلام، وحلاوة اللسان، وتقديم الورود، حيث يخصص الإنجليزي من وقته الثمين 22 دقيقة ونصف دقيقة للمغازلة، ومبادلة الكلام الغرامي، في حين يبلغ المعدل عند معظم شعوب العالم 19 دقيقة ونصفاً، أما التايلنديون فهم مثل الديكة التي يحبون رياضة صراعها، ويراهنون عليها، لذا هم لا يستغرقون في مطارحة الشريك الآخر الكلام والغزل أكثر من 11 دقيقة ونصف دقيقة وباي.. باي، زائدون بنصف دقيقة عن الزمن المسجل باسم الروائي كويهللو في روايته المشهورة! أما العرب الأشاوس أصحاب الوغى، خيالو الخيل، والذين لا يباتون الليل، فإنهم كالعادة خارج التفعيلة، وخارج البحث، وخارج الوقت، إما لأنهم من شدة بأسهم وقوة شكيمتهم قطعوا خيط الميزان، لذا لا تريد الدول الإمبريالية أن تعترف بحقهم، وريادتهم، وسبقهم في هذا الميدان أو لأنهم أصحاب عنتريات في الهواء، ولا يراهنون إلا على عنزهم المربوطة!