لا شيء يوازي هذه الفترة من العام، وإن كانت الحرارة شديدة والرطوبة عالية جداً، فإن موسم القيظ والرطب يجعل لها طعماً خاصاً جداً، فهذه الشجرة المباركة التي تنال العناية والتقدير والاحترام في الإمارات تعطي وتجود بثمارها المختلف الألوان والأشكال والطعم، وكأنها تعوض إنسان الصحراء عن لهيبها وسعيرها. والجميل أن هذا الاهتمام بالنخيل وزراعتها قد ضاعف أعدادها ومزارعها حيث تجاوز الملايين من النخيل المختلفة الأصناف وهي تبعث الفرح والسرور والبهجة عند الناس جميعاً. وإذا كان تاريخ هذه المنطقة مرتبط بالنخلة منذ الأزل، فإن الاهتمام والأفكار الجديدة التي دعمت العناية والتجويد في رعاية النخيل وإكثارها وزيادة ثمارها وذلك من خلال البرامج والأفكار الجديدة التي تخدم المزارع ومحبي هذه الشجرة العزيزة، ولعل تجربة مهرجان الرطب الذي نجحت فكرته وازداد الاهتمام به والمشاركة فيه، وهذا المهرجان هو الرافد المهم للعناية بالإنتاج وتجويده وتحسينه، حتى الأفكار المصاحبة له تعد من الأعمال الداعمة للمزارعين في ابتكار الجديد والمشتق من زراعة النخيل. وأعتقد أن مثل هذا المهرجان سوف يكبر ويعزز وجوده لو صاحبته أنشطة فنية وثقافية وإنتاجية متنوعة، خاصة أن في الإمارات اليوم الكثير من المهتمين بالفنون والثقافة والرياضات المختلفة بالإضافة إلى المسرح والأنشطة الفنية الأخرى. وبما أن هذا المهرجان مرتبط بمنطقة ليوا التاريخية فإنها فرصة لاشتقاق برامج وأفكار ثقافية وفنية وإبداعية أخرى. وشجرة النخيل لوحدها مثيرة ومحفزة للحديث عنها ولإنتاج الكثير من النصوص والأعمال الفنية. هذا بالإضافة إلى المنطقة الغربية المثيرة في تضاريسها وحياتها القديمة والجديدة، ليس منطقة ليوا أو غياثي أو الرويس وإنما أيضاً دلما، هذه المحطة المهمة في تاريخ إنسان الإمارات البحري. وأعتقد أن هذه المنطقة يمكن استغلالها في فترات مختلفة من العام، وإذا كانت ليوا هي المحطة المهمة لمهرجان الرطب لتاريخها الطويل ومزارعها القديمة التي مدت إنسان الصحراء بالحياة لوفرة الماء وغابات النخيل فإن دلما يمكن أن تكون محطة أخرى للفنون والأنشطة الثقافية والأنشطة الرياضية البحرية. Ibrahim_mubarak@hotmail.com