«مسلسلات زمان».. لها مذاقها الخاص.. وقصصها الجميلة.. وأبطالها من مبدعي تلك السنوات، الذين وضعوا أساس الفن الخليجي.. بل وربما جعلوا من تلك الفترة «حقبة ذهبية» في تاريخ الفن الخليجي والعربي. «مسلسلات زمان» كانت بعيدة عن التعقيد.. تتسم بالفكاهة وقدرتها على إضحاك المتابعين دون تملق أو استعراض.. أذكر أننا كنا نضحك على المشهد أو على ما يقوله الممثل وكيفية تصرفه أو تفكيره.. كانوا بعيدين تماماً عما نراه اليوم في بعض الأعمال.. استعراض ومحاولات معظمها فاشلة لإضحاك المشاهد.. بعضهم تراه كالمفلس.. يلجأ الى إضحاك الناس على نفسه بـ «دم ثقيل». رغم ذلك فهناك تطور جيد في الدراما الخليجية.. ففي السنوات الأخيرة رأينا بعض الأعمال الجيدة.. وبرزت أعمال إماراتية جيدة.. ولكن كانت هناك مآخذ على بعض تلك الأعمال.. فقد طغت عليها الكآبة والحزن، فالمآسي.. والظلم.. والقهر.. والفقر.. وتفكك الاسر.. كلها حكايات تكرر نفسها في الكثير من الأعمال.. وكأن مجتمعاتنا ينقصها من الحزن ما ينقصها في زمن الضغوط والمنغصات. هناك أسماء وقفت شامخة في ساحة الفن الخليجي طوال العقود الماضية.. لكنها تراجعت مؤخراً لأسباب مختلفة.. وهناك أسماء أخرى ما زالت تخطف الأضواء.. وبالنسبة لي شخصياً أنا من المعجبين بسيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد.. ودائماً أجد في أعمالها هدفاً بعيداً تسعى إليه.. وهو ما قد لا أجده في أعمال آخرين. ما جعلني أتذكر مسلسلات زمان.. هو ذلك التسابق المحموم بين الفضائيات للإعلان عن الأعمال التي ستبثها في شهر رمضان المبارك.. في مشهد يجعلنا نشعر بفارق آخر بين «زمان أول» وزماننا.. ففي الماضي كان الكل يتسابق في أداء العبادات والطاعات في الشهر الفضيل.. فرمضان شهر عبادة واتجاه إلى الخالق.. أما ما نراه اليوم فكأنه سباق آخر لمتابعة الأعمال الفنية بالفضائيات.. التي تعمل على جذب المشاهدين.. ربما لكسب الدراهم والدنانير من جيوب المعلنين.. رسالة أخيرة أوجهها بمناسبة شهر رمضان.. إلى فضائيات أخرى.. كثرت أعدادها في السنوات الأخيرة وكأنها غزت واحتلت الأرض والسماء.. فضائيات الغناء والرقص.. هذه القنوات مطالبة بإظهار الاحترام لشهرنا الفضيل.. فرمضان شهر صوم وصلاة وذكر واستغفار.. وليس شهر رقص وإسفاف ونزع للقيم وفضائل الأخلاق... وأخيراً.. كل رمضان وأنتم بخير.