يقف الاتحاد النسائي العام برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك موقف المنحاز دائماً باتجاه قضايا المرأة، وحقوقها الأسرية والإنسانية والمؤازر دائماً لحواء كأم، وبنت، وأخت، وزوجة. ويأتي إطلاق مشروع اعرفي حقوقك واحداً من أهم المشاريع الإنسانية والحضارية، لتعريف المرأة بحقوقها، والمنصوص عليها في الدستور، والمعمول بها ضمن مواد هذا الدستور.. واليوم وبعد كل هذا العطاء الجزيل من قبل أصحاب القرار، والمسؤولين في الدولة تبقى المسؤولية معلقة على عاتق المرأة في بلادنا، والدور الحضاري، والثقافي المنوط بها كركن من أركان المضلع الاجتماعي والثقافي. دور المرأة يبقى كبيراً وأساسياً في النهوض بالعمل الاجتماعي وتحقيق الغايات السامية والسير بالمجتمع نحو آفاق التقدم والتحرر من أصفاد بعض العادات العقيمة التي لا تمت بصلة إلى العقيدة ولا إلى نصوص الدستور. والمرأة كونها مركز الدائرة الاجتماعية وقطرها تقع عليها مسؤوليات جسام في الوقوف شامخة متألقة، وباسقة يطال عنقها كبد السماء، وتترسخ أقدامها على أرضية اجتماعية، وتربوية ثابتة لا تحركها رياح التغيير العشوائي، ولا تكبتها عادات أفل نجمها، وزالت إلى الأبد. المرأة مطالبة بأن تقول للأخطاء الاجتماعية لا، وأن تتحدى معوقات ما مضى، وما علق في ثوب عاداتنا وتقاليدنا. المرأة اليوم، وفي ظل القيادة الرشيدة وثوابتها العتيدة، محصنة بنصوص دستور يكفل لها كامل الحقوق، كما يضعها أمام الواجبات الوطنية لتشق الطريق الصعب بإرادة واعية، وعزيمة قوية، وذهنية ناضجة، ومزاج لا تشوبه شائبة الخوف والتردد. المرأة اليوم التي تعلمت ونالت أعلى المراتب الأكاديمية والوظيفية، تقع عليها واجبات التحلي بأخلاق المدافعين عن الحق، والرافضين للهضم، وقضم الحقوق - لا أنصاف حلول أمام المرأة، ولا أشباه مواقف، بل إن القيادة أوضحت وبصريح العبارة أن على المرأة أن تعرف حقوقها، وأن تتبع خطواتها بكل ثقة، ورزانة، ولا تتوقف عند حدود الممكن، بل إن المطالب الاجتماعية بحاجة إلى الوعي، وبحاجة إلى الخروج عن الرغبات الآنية والاستهلاكية الساذجة، مطالب المرأة في أن تكون شريكاً أساسياً في صناعة غد الجيل، وتربية الأبناء، واتخاذ القرارات الحاسمة، في التنشئة والعلاقة مع الرجل بندية لا تفقد الحميمية، وبتوازٍ لا يشوبه الانحراف عن سواء الفكرة. المرأة العنصر الأساسي في بناء الأسرة لا يمكن لتهميشها إلا أن يخلق فقاعة على ظهر موجة عارمة. المرأة قوة المجتمع، وشعلته، وساريته التي تضع على رأسها علم التوهج، والشرف الرفيع.. نقول لها، اعرفي حقوقك تتعرفي على نفسك ومستقبلك.. وكوني أنت، لا هو الذي يصوغ قراراتك.