يبدو عنوان هذه المقالة غير متناسب مع (الروح الرياضية) التي يجب أن يتحلى بها من يشتغلون في الوسط الرياضي خاصة أننا كعرب متسامحون بطبعنا، ولكن العاطفة والمنطق يتعارضان في كثير من الأحيان، ولهذا فالاحتراف المبني على ثوابت لا يتفق ولا يتوافق ولا يتماشى ولا يعترف بمنطق العواطف إذا كان لها منطق. فمن يخطئ يجب أن يُحاسب بغض النظر عن مكانته وحجمه وتأثيره وحتى (سطوته)، وعندما تدخل الكرة الإماراتية رسمياً عصر الاحتراف من بوابة المقاعد الأربعة التي نالتها في أول نسخة من دوري المحترفين الآسيوي، فهذا يعني أنها يجب أن تستحق هذه المقاعد وأن تؤكد أنها ليست مجرد (ضيف شرف أو عابرة سبيل) وموضوع المستوى تحدثنا عنه كثيراً. ويجب على الكرة الإماراتية أن تؤكد أيضاً التزامها بكل البطولات التي تشارك بها من عربية وإقليمية وقارية وعالمية طبعاً، والثابت أن الجميع يتجنب الانسحاب من البطولات ذات الصفة العالمية لأن عقوباتها واضحة، فيما لا بأس بالانسحاب من البطولات العربية أو القارية (فالعربية لا عقوبات حقيقية بها وإن حدثت فمن يهتم؟، فهي لن تقدم ولن تؤخر)، والقارية أيضاً مقدور على أضرارها الطفيفة، ولكن مؤخراً وجدنا من يهتم من داخل الجسد الكروي الإماراتي لأن الانسحاب من أي بطولة يضر بسمعة البلد قبل أن يضر بسمعة النادي المنسحب، ويضر البطولة التي انسحب منها ويضر بمن يشارك بها (مهما كان سبب هذا الانسحاب). فمن ارتضى أن يركب قطار الاحتراف يجب عليه أن يرتضي بكل ما فيه، وأن يكون قادراً على المحاربة على أكثر من جبهة، لهذا أرى أن العقوبة (القاسية والمقترحة على الجمعية العمومية الطارئة) بالغرامة مليون درهم والحرمان من المشاركات الخارجية 3 سنوات، والأهم هبوطه للدرجة الأدنى في الدوري المحلي).. وهذه الأخيرة هي العقوبة التي ستجبر الجميع على التفكير مليون مرة قبل المشاركة خارجياً قبل التفكير مليار مرة بالانسحاب. ولماذا الانسحاب إذا كان بالإمكان المشاركة بالصف الثاني من أي فريق يحارب على جبهتين ولا يرى أي حظوظ له في واحدة منهما؟، طبعاً الكلام عن المستقبل وليس عن الماضي، ولكن الماضي هو من تسبب بمقترح كهذا يراه البعض قاسياً جداً ويراه البعض الآخر (وأنا منهم) آخر الدواء.. أي الكي.