دبي من فضاء الأرض الرهيب إلى فضاء الخارج الخصيب تبدو طائر النورس المحلق عالياً، الباحث عن رؤاه ومسعاه، النابش في الوجود عن لحظة التألق في الورطة النبيلة الجميلة الأصيلة. دبي سات المؤسسة المشيدة بسواعد أهل الوطن تفتح نافذة جديدة وعتيدة وتليدة تمر على القلب بدماء دافئة تحرك ما استبد في الوجدان من رغبة في أن نرى بلادنا دائماً في العلياء ودائماً في سخاء من أجل قدرات تحقق طموحاتها بتألق واقتدار.. فالمشروع الفضائي الإماراتي الذي تخوضه دبي يعطي للحضارة الإنسانية قيمتها ويمنح للعقل البشري شيمته وسمته في تحقيق الذات وتأمين الوجود وإخصاب الفكرة لأجل ريعانها وعنفوانها ورزانتها وحصانتها. دبي سات 1-2.. خطوة نحو بناء جيل علمي متحرر من الاستهلاك، متطلع إلى الإنتاج والإبداع واختراع ما يفيد الوطن ويقدم للبشرية مطالع تفوقه وتميزه وتبوؤه مركز الفرادة في عالم لا يعترف إلا بما يقدمه الإنسان من نتاجات فكرية وثقافية واقتصادية تعيد للإنسان بعض ما خسره في حربه وفقره وجهله ومرضه. دبي سات 1-2 توظيف للتقنيات المتقدمة وخدمة للوطن وتعزيز لعلاقات سليمة مع الآخر واستفادة في أقصاها من إمكانيات بلد ومكوناتها وقدرات شعب تعوّد على الإنجاز وتمرس على تقديم الإعجاز والارتكاز على قاعدة البيان والتبيين دون تضمين أو تخمين أو تسليم بالأمر الواقع. وكما أشار مدير عام مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة فإن القمر الاصطناعي «دبي سات -1» والذي تم إطلاقه صباح الأربعاء 29 يوليو هو أول قمر استشعار عن بعد تملكه الإمارات ويمثل عزم الدولة في الحصول على التقنيات المتطورة بهدف تلبية متطلبات البحث العلمي والتقني إضافة إلى حاجة البلد إلى المعلومات الفضائية وبيانات المراقبة الأرضية التي تخدم مسيرة التنمية الشاملة.. إذاً فنحن أمام رؤية جديدة وخطوة جريئة باتجاه ربط المؤسسات الوطنية بشبكة معلومات مبنية على علم وتقنية في خدمة أغراض التنمية وتسهيل الوصول إلى المعلومة من منابع أصولها العلمية.. وإيماناً من قيادة لا يمكن بناء اقتصاد يضاهي اقتصادات الدول المتقدمة إلا باعتماد التقنيات العلمية وتحقيق الدراسات والبحوث لفهم ما يجري من حولها فوق وتحت الأرض وكونها جزءاً من هذا العالم المتطلع إلى بناء علاقة معرفية متبنية مع فضائه بأنه لابد من خطوات باتجاه الخارج الفضائي ولابد من انطلاقة تحقق الطموحات وترسخ المنجزات وتؤكد الرغبة في النمو والانتماء إلى الحضارة الواعية ولابد من اتساع رقعة الحلم ليكون باتساع هذا الفضاء الوسيع الشاسع.. وسوف يكون عام 2012 المتمم لإنجاز الحلم، حلم الإمارات في تحقيق النهضة العلمية الشاملة تماشياً مع النهضة الاقتصادية والعمرانية التي أصبحت علامة من علامات الإمارات البارزة وشامة على صفحة الجبين اللجين وقلادة نحر رصعت أرض الإمارات وأثارت سماءها وضوّعت أرضها. دبي سات 1-2 يضع ابن الإمارات أمام مسؤولية التحدي والتزام النجاح كوسيلة للبقاء والمحافظة على ما أنجز وما تم تشييده من معجزات القرن.. ابن الصحراء اليوم ملاحق بالأسئلة والإجابات لا تأتي جزافاً وإنما غرفاً من عيون الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تركن لصعب