الاهتمام بالمكان، ورعايته، وحمايته، والعناية به هو اعتناء بالإنسان وإضاءة مستقبله بزرع حاضره بحزام المشاريع، ذات الصلة بشؤونه وشجونه وفنونه.. مشروع السعديات بما يتضمنه من منشآت ثقافية، وسياحية، واقتصادية منبر من منابر الجهد والبذل والعطاء الذي تقدمه البلد للناس أجمعين من مواطنين ومقيمين وقادمين، هو مشروع في الأساس من أجل التواصل، والتكامل مع عالم ينفتح وينشرح ويصرح عن قدرته على تحقيق المصير البشري دون عواقب، أو نواكب، أو مصاعب. السعديات اليوم التي تبني مشروعها الحضاري على مساحة أرض تبلغ 27 ألف كيلومتر مربع، لتستقبل بحلول العام 2012 حوالي 2.7 مليون زائر، تؤسس لملتقى ثقافي، وفني، وحضاري، وتبني رؤية إنسانية مستمدة أصولها وفصولها من رؤية القيادة، وحكمة الريادة، والقدرة على تحقيق السيادة في مجال التلاقح الإنساني على مدار الكون الوسيع.. هذه الجزيرة التي تعد محط أفكار العالم بما تحويه من مكونات ثقافية في مقدمتها المتاحف.. متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف جوجنهام أبوظبي، ومتحف الشيخ زايد.. إضافة إلى أسطورة ملعب الجولف كعلم من معالم السياحة والرياضة التي تتباهى بها البلد وتعتز بتصميمها وتشييدها على أرض جزيرة السعديات.. فالعالم اليوم أمام تحفة معمارية وحضارية وثقافية، ولا يمكن ذكر بلد من البلدان إلا بالمجيء على ما تحتضنه من مخزون ثقافي، وإرث إنساني، وعنوان المتاحف التي تعبر عن قيم الإنسان وبذله الفكري على مدار القرون.. وتأسيس المتاحف، هو بناء وجدان إنساني، معاف من التشرذم، والزوال، والاختلال، وهو الحاضنة الأكيدة لكل ما صنعته يد الإنسان، وما أفرزه عقله، وما نثته روحه.. السعديات اليوم تغوص في ماء الحياة لتصطاد ورد الانتماء ولتقف عند حافة الزمن، تتبوأ منصبها الريادي في العطاء قابضة على شعلة العطاء بكل سخاء لتقدم للعالم من مزنها وفنها بريق النور، وتألق الجمال ولتقدم للعالم شهادة تفوق وتميز وفرادة بلا منازع. جزيرة السعديات وهي تشير إلى الأفق البعيد بأنامل التخطيط والتنفيذ، واعتلاء عرش الفضاء بكل جدارة، إنما تردد لحن الخلود لوجود يستمد استمراريته من طموحات الذين لا يبخلون، ولا يتكاسلون، ولا يتمهلون في تقديم كل ما هو ناصع، ورائع، وممتع، ومقنع. جزيرة السعديات ترسم حدودها الثقافية ممتدة عبر القارات والمحيطات متجاوزة ماءها ورملها متحدية بذلك الزمن منحازة باتجاه الوقوف سامقة، باسقة، شاهقة، بعلو الجبال الشم، واتساع بحر الخليج العربي، ومياهه الطاهرة، وقوة سواعد أهله، النجباء الأوفياء. جزيرة السعديات تمضي اليوم نحو غايات ورايات وساريات بقام النجوم، وقوام الأقمار، وتؤكد للناس أجمعين أن الإمارات بألف بخير بفضل الخيرين من أبنائها المخلصين الصادقين الذاهبين نحو الطموح بجياد الأمل واتساع المقل، وعظم الأمنيات في خضم السباق المحمود، لدولة تريد أن تتمترس بالقيم الحضارية الرفيعة وبشيم الإنسانية العالية